Monday, August 10, 2009

وليد رباح ،،شركات الاتصالات المصرية لصوص يسرقون الشعب لاعتقادهم انة مغفل


ولا
يخفى على اللبيب سبب سكوت الحكومة المصرية ووسائل الاعلام من مقروءة ومسموعة ومرئية .. فالحكومة تتقاضى الضرائب وتكدسها في خزائنها أو تسرقها .. والاعلام يطمح او يطمع في اعلان تقدمه وسيلة النصب لكي تظل الماكينة الاعلامية في ضخ مستمر لعقول الناس الذين يعلمون بمحض اختيارهم ان افراغ جيوبهم يقودهم الى الافلاس او تبذير النقود التي تخصص عادة للطعام في أمور نسبة الربح فيها لا تتجاوز الواحد في المليون .. وعندما تجد الفقر يعشش في عقول الناس قبل جيوبهم .. تجدهم يسرعون الخطى نحو الطموح في ان يبدأ حال تلك العقول بالتحسن من خلال ضربات الحظ التي ربما قادت صاحبها الى ان يقتني بعض النقود التي تضيع عادة ( نتيجة الطمع) ثانية الى نفس المكان الذي وردت منه .. تماما مثلما هو المقامر .. هذا ان كان عقل الطامح محدودا يدري ان الشركات النصابة النهابة تكسب الملايين وتضيفها الى رصيدها .. اما ان كان عقله اكبر فانه يعرف تماما ان اكثر من ثلاثة ارباع تلك النقود تصب في جيوب الشركات الامريكية التي تتبنى شركات الاتصالات ليس في مصر وحدها وانما على مربع هذا العالم الذي يتنفس الهواء نقدا ثم ينصرف ذلك النقد في البنوك الامريكية او الاوروبية ..

وقد يتساءل احدهم عن سبب اهتمامنا في ما يحدث من تلك الشركات في مصر بينما الوطن العربي او العالم الثالث يعاني من نفس المشكلة .. واجابتنا .. ان مصر هي الاكبر .. وهي الافقر .. فلا يكترث الانسان في دول النفط ان دفع ما في جيبه لانه يعوض خسارته .. او في دول اخرى اقتصادها يحبو نحو التحسن .. اما ان ضاعت تلك النقود في مصر فان الانسان المصري يجوع ويعرى دون ان تمتد له يد لتساعده .. ودعونا نقف على هذه العملية ..

شركات الاتصالات التي تتبنى الهواتف الخلوية مرتبطة عضويا بالشركات الامريكية والاوروبية التي تطلق الاقمار الصناعية في سماء الكون .. وهي تدفع عن كل اتصال يجري في سمائها وضمن حدودها او حتى خارج الحدود في بعض الحالات لتلك الشركات العملاقة .. مما يعني ان الاموال التي تجمع يذهب معظمها الى تلك الشركات التي تطلق الاقمار .. ولقد ابتكرت تلك الشركات الفرعية طرقا شيطانية لافراغ جيوب الناس والنصب والاحتيال عليهم .. اذ عمدت الى الاعلان بصورة واسعة عن جوائز تبدأ بخمسة الاف جنيه مصري ( ما يوازي الف دولار ) وانتهاء بسيارة قد يصل ثمنها الى مائتي الف جنيه مصري .. شرط ان تتصل بارقام معينة او تحل لغزا معينا او مسابقة بعينها .. ويهرع الناس الذين يحملون الهواتف الخلوية للاتصال أملا في الجائزة ..

فاذا افترضنا ان من يحملون الهواتف الخلوية في مصر ينوفون على الخمسين مليونا .. وسعر الدقيقة جنيها ونصف على اقل تقدير .. فان الاتصال اليومي الواحد يعني ان الشركة الفرعية في مصر قد ضخ الى حسابها خمسة وسبعين مليونا من الجنيهات في الدقيقة .. بما يعني ان المليارات التي تكدسها قد (تخسر) فيها سيارة او مكافأة بلهاء تعطيها لمن يربحها الذي يتجاوز حظه من ذلك واحدا في المليون .. هذا ان لم يكن هناك لعب وتجاوز في عملية فرز الاجابات الكترونيا .. ثم تهرع الاجهزة الاعلامية للتهليل والتطبيل والتزمير لتلك الشركات التي تكسب المليارات في دقائق قد لا يستطيع الانسان المصري البسيط ان يدفع فاتورتها عندما يرى تلك الفاتورة في آخر الشهر او عندما ينتهي رصيده قد تجاوزت المائتين او الثلاثمائة في وقت لا يستطيع تأمين الطعام لعائلته ..

وأغرب ما قد يصادفك ان وسائل اعلامية حكومية تبث برامج يبدو للناظر انها برامج مستقلة مثل برنامج البيت بيتك الذي نال شهرة نتيجة عرضه لمشاكل الجماهير المصرية على الشاشه .. يقع في مثل هذه العملية التي تهدف الى افراغ جيوب الناس ويهلل لها لعرض ربما يكسب فيه اعلانا تدفعه شركات النصب تلك .. او مكافأة ينالها احد الذين يعملون في نفس البرنامج .. ثم يتباكون على الناس ومشاكلهم ويهرعون الى رجال الاعمال ( الذين يعرفون مسبقا انهم اثروا على حساب جوع الناس وعرقهم ) لكي يتبرعوا ببعض الفائض من نقودهم لمن يحتاجها .

ولو اننا قسنا ارباح شركات النصب تلك .. بما يدفعونه للمواطن في سحب ليانصيب او دفعة لمحتاج .. لرأينا ان النسبة تبلغ واحدا الى المليار .. وهذا يعني صراحة ان وسائل الاعلام تعلم هذه الخاصية التي تتفرد بها شركات النصب ولكنهم يتجاهلونها لمنافع شخصية ..

ومن الغريب ان كلهم يغني لمصر .. ولا يستغني عن نيلها وارضها وحبها .. اذن .. من الذي يسرق مصر .. من الذي يسرق عرق الناس ويدفعهم الى الجوع .. من الذي يقول في الاحتفالات ووسائل الاعلام ان الهدف في كل ما يفعله مصر .. ثم ينفرد الى نفسه ويبتسم قائلا : الاغباء صدقوني ..

0 comments:

Post a Comment