مما لاشك فية ان المدونات قد اصبحت رافدا اساسيا للمعلومات ومنهجا واضحا للتحليل الاخبارى المعتمد على منهجية واضحة من صدقية الخبر ونقاء وبساطة التناول ، واذا كان عالم التدوين العربى لم يصل بعد الى ان يكون لة نفس التاثير الحادث فى الدول المتقدمة ، ربما يعود ذلك الى الانظمة السياسية السائدة والتى لا يتؤام معها هذا النوع من التناول الصحفى ،والدليل على ذلك انك لن تجد جريدة عربية واحدة تعتمد على التدوين كاحد روافدها مثلما تعتمد كبرى الصحف العالمية التى تجد فى مواقعها الالكترونية التدوين كجزء اساسى و مستقل يزداد عدد قارئية ،وبشكل متزايد
واذا لم تعد الحريات الصحفيه (مثلماكانت) وخاصة خلال السنوات القليلة الماضية. فقد تفاقمت الرقابة و اصبحت الرقابة الذاتية محبطة وخاسرة،وتكالب التخويف والسجن للعديد من المدونين. ولكن لماذا يكون لمدونة او بلوج ان تكون من اكثر المواقع التي يزورها معظم الايرانيين ، وانني قد لا ابالغ الى ان اشير ان اعداد هائلة من الايرانيين يشعرون ان البلوجر يمكن ان تقول لهم شيئا هم حاليا يبذلون قصارى جهدهم لقوله.
،وفى ايران واحدة من أكثر المدونات شجاعة وهى اومدونة(http://www.memarian.info) كما يقولون انها ام المدونات. للسيد اميد معماريان الصحافي الاصلاحي ، والذى تحاورت معة هاتفيا و قال لى انه بدأ فى التعامل مع المدونات فى عام 2002 قد دفع من اجل ثمن غاليا ، بما في ذلك الاعتقال والسجن والتعذيب. قد تمت تلك المكالمة الهاتفية معة مؤخرا لوجودة فى الولايات المتحدة ، وذلك عن طريق صديق لى في المدرسة العليا للصحافه في جامعة كاليفورنيا ، بيركلي ، استطاع ان يجمعنى مع صاحب المدونة عبر الهاتف وذلك في الاسبوع الماضي لأسأله عن واقع المدونات فى ابران . وقال لى انه قد تم كتابة الكثير عن الولايات المتحدة الامريكية وحملة الانتخابات الرئاسة وذلك باللغة الفارسيه والانجليزية وإليك بعضا من حوارى معة وهى وجهة نظرة الصرفة. وربما ستسنح لة مستقبلا بعض المهام الاخرى داخل ايران في وقت قريب ،و يكون وثيق الصلة بموضوع ايران والولايات المتحدة الامريكية فى الانتخابات :
س : لماذا تنشىء بلوج او مدونة بالفارسيه من الولايات المتحدة الأمريكية؟
ميرماريام :العديد من الايرانيين تفرق بين الولايات المتحدة والشعب الاميركي وخاصة فيما يتعلق بالسياسة أو الثقافة. الناس يعتقدون ان عداء حكومتهم للولايات المتحدة ادى الى مزيد من الضرر اكثر مماالنفع . لقد كبرت مع اثنين من الاساطير عن الولايات المتحدة : آية الله الخميني الذى وصف الولايات المتحدة بانها "الشيطان الاكبر" من جهة ، وفكرة الحلم الاميركي من جهة اخرى. كثير من الايرانيين يفضلون ان تختار الخيار الثاني. ولذا فانني اكتب عن الاساطير الامريكية وامريكا الحقيقية. الحكومة الاسلامية تنفق الكثير من الاموال لانشاء الظلام والشر من صورة الولايات المتحدة - نفس الصورة التى تحاول ادارة بوش خلقها من ايران. انني ببساطة اريد ان تشاركونني تجربة مباشرة وهى الكتابة عن الجوانب المختلفة لهذا البلد ان الناس في ايران لا يمكن ان تنظر الى الامور تلك النظرة المغلوطة.
س : لماذا تكتب انت الكثير عن الانتخابات الاميركية؟
ميرماريام :الحكومة الاسلامية تصور الولايات المتحدة بالنظام السياسي الفاسد مع كمية ضخمة من التآمر ، وتضخم من العراقيل وأوجه القصور بشكل منتظم عن طريق آلة الدعايه القويه لديها . ولكني اعتقد ان النظام السياسي الاميركي معقد ، والمدهش انة يمكن التنبؤ بافعالة الشفافة ،او الوحشية ، لذا يبدو ان لدول مثل ايران التي تعاني من مساءلة انعدام الشفافية، وتفشى الفساد داخل النظام السياسي شيئا شديد الغرابة . ليس للشعب فقط بل ايضا بالنسبة للكثير من السياسيين والمسؤولين الايرانيين لذا فان علاقة ايران مع الولايات المتحدة فى ظل هذا المناخ السياسي هو مهمة مستحيلة.
واعتقد ايضا ان هذه الانتخابات هي فريدة من نوعها للغاية نظرا لطبيعه الحملات الرقميه ، والذي ادت الى الدفع باقصى الشفافيه الى الساحة السياسية. وهذا يساعد بلدي فى التعرف على ان غالبية الملاحظات التي ادلى بها المسؤولون الايرانيون عن الولايات المتحدة انها كاذبة . رغم اننى اكتب ايضا كيف ان الاميركيين يعانون من التمييز على اساس الجنس والعرق ، والفقر ، والفساد ، والظلم ، فهناك جوانب لا تصدق والذين يعيشون في الولايات المتحدة يعرفون ذلك جيدا والتي لا ينبغي تجاهلها.
س : ماذا تحاول ان تقدمة للايرانيين عبر مدونتك الميرميان؟
ميرماريام :انها محاولة لشرح كيفية القضايا الرئيسية في هذا المجتمع وهي بطبيعتها مماثلة لتلك القضايا الموجودة في العديد من البلدان الاخرى ، ولكنها قد تبدو فى ايران صعبة التناول ، وتتنوع على مختلف المستويات. فالناس فى الولايات المتحدة لديهم فرصة للحديث عن الانظمة السياسية والثقافيه والمشاكل. واود ان برى الايرانيين كيف تعمل وسائل الاعلام هنا ،و كيف يستطيع المدونين السياسيين انتقاد الجميع وهذا ما يجعل امريكا فريدة من نوعها.
س : ما هي الملاحظات والتعليقات الخاصة بك عن الانتخابات؟
ميرماريام :كثير من الايرانيين هم تحت هاجس التعلق بباراك اوباما. وربما اذا استطاع ان يذهب الى ايران ، فانا متأكد من انه يستطيع ان يجمع حولة الالاف فى طهران وفي ملعب ازادي ،والذى يسع اكثر من مائة الف شخص . وربما يرجع ذلك إلى أن التوجة الانتخابى الرئيسى لاوباما يرتكز حول رسالة التغيير والامل. والتى تتطابق حقا مع الشعب الايراني ورغبتة الاكيدة لتغيير الوضع الذي يعيشون فيه ، والتخلص من عقود التهميش واستعادة سمعتها في العالم. انهم يشعرون باتصال وثيق برسالته للتغيير. انهم فى ايران قد تعبوا وهم يعيشون تحت تهديد العقوبات الاقتصادية والهجمات العسكرية. وايضا عبرت رغبة اوباما بشان الشروع في الحوار مع ايران عن ترجمة رغبات العديد من الايرانيين الذين يحدوهم آمال تطبيع العلاقة بين ايران والبلدان الاخرى و الانضمام الى المجتمع الدولي. وايضا نفس الشىءبالنسبة للمراة الايرانيه التي تناضل من اجل حقوقها ، قد لا تكون هيلاري الملهمة لها باى حال من الاحوال . وبخصوص السناتور ماكين ، فهو على العكس من ذلك ، فالابرانيين يرونة انه نسخة مكررة للمحافظين الجدد بالشكل الذى قد يبدو كانها فترة ولاية ثالثة للرئيس بوش ، وانني لا ارى اي سبب يمكنة من ان يضيف جديد .
س : هل تعتقد ان الانتخابات الاميركية سيكون لها تاثيرعلى العلاقات الايرانيه الامريكية ،وايضا في العام القادم مع حملة الانتخابات الرئاسية في ايران؟
ميرماريان:اعتقد ان سياسة الولايات المتحدة تجاة ايران ذات طابع هجومى ايزاءى وقد استمر ذلك على مدى العقدين الماضيين. واعتقد ان ايا من المرشحين ايضا لن يتسامح مع ايران نوويه. وايضا ان احدا منهم لن يتخذ الخيار العسكري على جدول اولوياتة، اما إيران فينبغي علية ان يسعى للتوصل الى حل وسط بعد الانتخابات الامريكية. ولكن لا اعتقد ان اي من هؤلاء المرشحين سوف يفعل الكثير لايران قبل الانتخابات الرئاسية . انهم غالبا ما يفضلون التحدث الى زعيم جديد بدلا من الرئيس أحمدي نجاد.
وعلى المسؤولين الايرانيين ان يعرفوا انهم لا ينبغي عليهم ان يراهنوا على اى الجانبين في الانتخابات الرئاسية الاميركية لانها تنطوي على مخاطر عالية جدا بالنسبة لهم. فلو بنيت حساباتهم على رغبتهم في فوز اوباما عضو مجلس الشيوخ فليس لديهم يقين انة سيكون نفس اوباما عندما يذهب الى البيت الابيض ،وعلى الولايات المتحدة ايضا ان تقترح المزيد من الحوافز بالنسبة للايرانيين. لانة ستكون هناك عواقب وخيمة على المنطقة برمتها اذا لم يكونوا على استعداد لحل مشاكلهم مع الولايات المتحدة نظرا للمتغيرات التى يفرضها الوضع الراهن او على الاقل محاولة تجميد الوضع فى المنطقة بحيث تصبح - حالة الا حرب ولا سلام ، هو الوضع المفيد جدا لايران ، وهنا سيكون ماكين هو افضل خيار بالنسبة للايرانيين
0 comments:
Post a Comment