Monday, May 12, 2008

ماذا يفعل اوامرت ،،،،،،،بديعوت احرونوت،،،،،بقلم : عمنوئيل روزان

لا تلائم اوصاف شحوب وجه ايهود اولمرت وضعف نفسه الاسبوع الاخير فحسب، منذ تبين له ما قاله في الشرطة أفضل اصدقائه. منذ وقت واولمرت ليس هو اولمرت الذي عرفناه، سواء اكان الحديث عن افضل ما فيه او أسوأ ما فيه خاصة.



في حديث الي صديق قبل بضعة اسابيع بلغ رئيس الحكومة الي حد اجراء موازنة يائسة بينه وبين سلفه في المنصب. زعم اولمرت ان شارون لم يقتله مرضه، بل التحقيقات والمطاردات والشعور بعدم وجود دقيقة واحدة من الهدوء. وقدر ان الرفاق في الطريق الصحيح لقتل رئيس حكومة آخر وتنبأ انه بعد تلاشي التحقيقات في قضيتي بنك لئومي والبيت في كرميه، لن يمر وقت طويل حتي يجدوا حكاية جديدة.
ليس من المحقق أن أولمرت علم مبلغ صعوبة هذه الحكاية، وعلي رغم انه من السابق لآوانه والمبالغ فيه في هذه اللحظة ان نقول ان حبل المشنقة قد ضاق، من الواضح انه بسبب التتابع والمنهجية والتراكم، يرجع اولمرت اليوم الي نقطة الضعف التي كان فيها عندما خطب خطبة أنا لست رئيس حكومة شعبيا .
أولمرت اليوم رئيس حكومة ضعيف، والميل الطبيعي بطبيعة الامر هو الي التعبير عن قلق صادق لقدرة دولة معقدة كإسرائيل علي ان يقودها ضعف كهذا. من جهة ثانية ما رأيكم في وجهة نظر معاكسة: ففي دولة جد معقدة ومركبة كاسرائيل، يستطيع رئيس حكومة ضعيف خاصة ان يفعل ما يخاف فعله رؤساء حكومة اقوياء ذوو شعبية.
خذوا علي سبيل المثال القرار الذي يواجه كل رئيس حكومة في اسرائيل وهو اجراء مفاوضة شجاعة غير شعبية كثيراً مع سوريا. لا رسائل سرية، ولا زرع عناوين عن استعداد لدفع ثمن بل تفاوض حقيقي. يعلم رئيس حكومة يتمتع بدعم الجمهور والكنيست ان دخول هذه الساحة قد يكلفه ثمناً باهظاً. فربما يواجه ان كان التوصل الي اتفاق مع سوريا دائماً امكان انخفاض نسب التأييد في استطلاعات الرأي العام وانهيار الائتلاف.
واولمرت ماذا يخسر؟ اذا صحت أنباء ان رئيس الحكومة مؤيداً بموقف الجهاز الامني في اكثره، يؤيد الخيار السوري. أفيوجد من جهته وقت اشد ملاءمة للاستخفاف بما يقولون وعمل عملا ربما يدخله التاريخ مع بضعة اسطر لا تتعلق بالتحقيق تحت التحذير؟
كان للسياسة الإسرائيلية دائماً قوانين خاصة: فاليسار كان اشد ملاءمة للحروب، واليمين اشد ملاءمة للسلام، ورؤساء الحكومة كسبوا الهدوء السياسي عندما لم يفعلوا شيئا (شامير) وخسروا المقاعد (باراك) او حياتهم (رابين) عندما قامروا علي الفعل. ربما حان وقت اولمرت ليبرهن علي ان الضعف في السياسة الإسرائيلية يكون احياناً قوة.
ان الزعم المنطقي الذي يقول انه لا يوجد حاكم عربي يخاطر بمفاوضة رئيس حكومة اسرائيلي في نهاية طريقه السياسي، قد يغلب هذه النظرية. لولا تذكرنا ان هؤلاء الحكام لم يسقطوا في أذرع رؤساء حكومتنا وهم في اوج مجدهم. يوجد عندي اكثر من تخمين بأن بعض من قد يحلون محل اولمرت مستعدون لدفع الكثير من اجل ان يبني من اجلهم القاعدة، وسيقبلون كنتنياهو الذي قبل اوسلو خاضعاً، ما نضج قبل وقتهم.
ومسألة اخري: تورط كثيرون من ساستنا بجنايات لانهم كانوا محتاجين الي مال كثير للنفقة علي معاركهم الانتخابية. اننا نحن الذين عودناهم علي انه يمكن شراؤنا بكثير من الضجة والضجيج وحملات انتخابية باهظة الثمن، واننا لا نصغي اليهم عندما يحدثوننا بهدوء، وتعقل وتواضع.
ربما الآن خاصة قبل لحظة من انهاء اولمرت حياته السياسية بسبب تجنيد اموال لاحتياجات اولمرت العامة، يستطيع الان ان يعمل عملاً حقيقياً، من تلك الاعمال التي يدخل الساسة التاريخ من اجلها - وللأسباب الصحيحة

0 comments:

Post a Comment