Monday, May 12, 2008

السنيورة وتكتيك الضعيف ،،،،،،هارتس ،،،،بقلم : د. غي بخور

..العناوين الرئيسة والتحليلات أعلنت في نهاية الاسبوع عن "حرب أهلية" في بيروت، "السنيورة وجنبلاط يفران" وكذا "الحكومة تسقط وإيران تسيطر".
ولكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير وتدل مرة أخري كم نحن نعرف قليلاً ما يجري في لبنان، وربما في الشرق الأوسط بأسره
.




مثلما في أزمة يناير 2006، عندما حاصر عشرات آلاف الشيعة سرايا حكومة السنيورة، هكذا اليوم أيضاً: رئيس الوزراء السنيورة اتخذ تكتيك الضعف. هذا هو ذات التكتيك الذي اتخذه حيالنا أيضاً في اثناء حرب لبنان الثانية، حين انفجر بكاءا كي يمارس ضغطاً دولياً علي إسرائيل.
السنيورة هو فنان حقيقي في فهم الشرق الأوسط. فهو لم يسقط في فخ زعيم حزب اللَّه حسن نصراللَّه ولم يمزق الجيش اللبناني في القتال ضد حزب اللَّه. لو فعل ذلك، لكان نصراللَّه استغل هذا وسيطر علي بيروت حقاً. ولكن بدلاً من ذلك سمح لحزب اللَّه بالدخول الي مناطق لا تعود له. وهكذا كان نصراللَّه هو الذي أوقع نفسه في الفخ.
الأحداث الأخيرة كشفت بكامل خطورته خداع حزب اللَّه، الذي ادعي بأن سلاحه يبقي موجهاً ضد اسرائيل فقط. وبكلتي يديه أثبت نصراللَّه كذب حقه في الوجود كميليشيا أخيرة في لبنان. بكلتي يديه عزز مطلب نزع سلاحه، كما تقرر في قرار مجلس الأمن 1559 وقرار 1701. في الرأي العام اللبناني حزب اللَّه في الأيام الاخيرة الكثير جداً من النقاط، مما يضاف الي الاضرار الهائلة التي الحقها ببلاده في حربه الاخيرة ضد الجيش الاسرائيلي.
وفضلاً عن ذلك لم ينجح نصراللَّه في هذه الأزمة المبادر إليها، في ضعضعة أسس حكومة السنيورة، التي تواصل كونها الأغلبية في السياسة اللبنانية. فلم ينجح في دفع الحكومة الي الاستقالة مثلما كان يرغب جدا. بالعكس، عزز حكومة السنيورة، إذا انه في خطوة القوة كهذه وحد نصراللَّه الكثير من اللبنانيين علي الرأي في أنه الخطر الأكبر علي الاستقرار في لبنان.
في المدي القصير والمتوسط الازمة انتهت، ولكن لبنان هو دولة غارقة في المشاكل وعمليا ضائعة كدولة تعددية وحرة نسبيا. وليست سوي مسألة وقت الي أن يسيطر الشيعة علي الدولة، لفزع ابناء الطوائف الاخري. منذ مقتل رفيق الحريري علي ايدي وكلاء سوريا وحزب اللَّه، في فبراير 2005، هاجر من لبنان 50 الف نسمة في كل سنة وبالاجمال 150 الف نسمة حتي الآن. المهاجرون هم مسيحيون، سنيون، شبان وأثرياء، يتركون خلفهم الشيعة. كل ما تبقي للشيعة عمله الآن هو ببساطة الانتظار. لا حاجة الي الانقلابات ولا الي المهانات، مثلما حصل في نهاية هذا الاسبوع. هذا سيستغرق بعض الوقت، ولكن سيطرتهم علي لبنان ستأتي لوحدها.

0 comments:

Post a Comment