Wednesday, October 29, 2008

حكوميين ومؤيدى النظام فى ثوب المعارضة



ونجوم المعارضة الحكومية وبعضهم مقرب جدا من دوائر الحكم


باريس \فرنسا كتب فواز عثمان


الحكومي .. ظاهرة سياسية جديدة عرفتها مصر مع بداية عصر الانفتاح وديمقراطية "الحلة البرستو" وحرية الصراخ والتنفيس .. والمعادلة إياها .. أنتم تقولون ما تريدون .. ونحن نفعل ما نريد .



ونجوم المعارضة الحكومية ينتمون إلى مجالات ومهن مختلفة ، وبعضهم مقرب جدا من دوائر الحكم ، بل ومن أهم دعائم النظام .. خذ عندك مثلا " الدكتور زكريا عزمى " رئيس ديوان رئيس الجمهورية وأقرب المقربين من الرئيس ، والذى تحول إلى نجم من نجوم معارضة النظام الحكوميين أو معارضة النظام من الداخل، وجملته الشهيرة فى مجلس الشعب منذ سنوات عن الفساد فى المحليات .. " الفساد فى المحليات بقى للركب " أصبحت الآن من الجمل المأثورة التى يستوحيها كثيرون فى كتاباتهم عن الفساد ..
وللدكتور زكريا معارك أخرى شهيرة مع الحكومة داخل البرلمان وخارجة، وهو محسوب الآن على الحرس القديم في الحزب الوطني الذي لا يزال يكافح للحفاظ على مواقعه أمام اكتساح رجال أمين السياسات جمال مبارك لمعظم المواقع القيادية في الحزب تحت شعار " فكر جديد ".
والدكتور مصطفى الفقى هو الآخر من المعارضين الحكوميين الذين اقتربوا كثيرا من رأس النظام ، وقضوا سنوات يعملون داخل المطبخ السياسي نفسه ، حيث شغل لفترة طويلة منصب سكرتير الرئيس للمعلومات ، قبل أن يترك المنصب فى ظروف مريبة ويتم إبعاده للعمل سفيرا بالنمسا ، ثم يعود مرة أخرى ليتقرب من النظام ، ويواصل كتابات التحليل والتنظير والتبرير لكل إجراءاته وسلوكياته وطريقه حكمه ، مغلفا كل ذلك بغلاف من الكلمات ذات النبرة المعارضة ، ليبدو موضوعيا وهو أيضا عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي تتحدث تقاريره عن انتهاكات عنيفة لحقوق الإنسان في مصر ويصدر توصيات لا يتم أبداً الالتفات إليها أو العمل بها .
ومن الإعلاميين لدينا محمود سعد ، الذي يمسك العصا من المنتصف ، و يعترف بأنه ملتزم بتابوهات وخطوط حمراء لا يمكنه الاقتراب منها ، لكنه يخرج مع ذلك عن الخط في بعض الأحيان ، ويتعرض بسبب ذلك لهجوم مستمر من بعض رؤساء تحرير الجرائد والمجلات القومية ، مثلما فعل حين أشاد بالشيخ حسن نصر الله وأعلن انحيازه له في برنامج "البيت بيتك " على حساب قوى الموالاة خلال الصدامات الأخيرة فى لبنان ، وهو أيضا يتعامل مع المسئولين الذين يحاورهم من خلال البرنامج بجرأة، ويحاول أن يبدو نصيراً للفقراء و"الغلابة "، إلا أنه كثيرا ما يتراجع عن انتقاداته فى التو واللحظة.
وقد بدأ المشاهدون يستشعرون وجود فارق كبير بين ما يقوله فى " البيت بيتك " وما يقوله فى الفضائية السعودية التى يقدم بها برنامجاً أسبوعياً وأقصد قناة " إم .بى . سى " وبرنامج "اليوم السابع".
ولا ينافس محمود سعد فى هذا سوى جمال الشاعر رئيس قناة النيل الثقافية ، والذى يقدم برنامجاً بالقناة بعنوان " كتب ممنوعة" يثير فيه قضايا مثيرة وساخنة ويستضيف أقطاب المعارضة والمفكرين المشاغبين ، ويترك لضيوفه الحرية الكاملة فى انتقاد الحكومة والنظام سواء من داخل الأستوديو أو عبر الاتصالات التليفونية ، وهو يكتب كذلك مقالات كثيرة فى صحف قومية ومستقلة مثل " الأهرام " و"المصري اليوم " يعارض فيها الحكومة ويسخر من قراراتها وينتقد أفعالها بخفة ظل ملحوظة.
ومع ذلك فهو عضو فى لجنة الإعلام بالحزب الوطني ، ومعه فيها عمرو الليثى الذى صعد على أكتاف والده ممدوح الليثى ، وأصبح فجأة مقدماً لأكثر من برنامج كبير فى التليفزيون المصرى ، وأكثر من فضائية عربية ، بعد أن بدأ حياته مديرا لمكتب تليفزيون "الشرق الأوسط" بالقاهرة ، ولم يكن قد مر على تخرجه من معهد السينما سوى سنوات قليلة عمل خلالها بالقناة الثالثة بالتليفزيون المصرى .
وعندنا أيضاً المذيعة والصحفية لميس الحديدى وهى بالفعل لغز محير ، فهى زوجة زعيم المعارضين التليفزيونيين عمرو أديب صاحب الحوارات التى تفضى إلى السجن ، فقد حاور أيمن نور وسجن ، واستدرج طلعت السادات للهجوم على القوات المسلحة واتهامها بالتآمر لقتل الرئيس الراحل السادات وبسبب تصريحاته تلك سُجن هو الآخر .. وشقيقه عماد أديب واحد من أكثر الإعلاميين العرب ثراء ، وهو الصحفى العربى الوحيد الذى حاور " نتنياهو " على قناة " أوربت " .. واختاره الرئيس مبارك ليجرى معه أهم حواراته خلال حمله الانتخابات الرئاسية 2005 ، وهى الأولى التى خاضها الرئيس أمام أكثر من مرشح بعد تعديل المادة (76) فى الدستور ..
ولميس الحديدي عضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى ، وأحد أبرز أعضاء فريق الدعاية للرئيس فى الانتخابات السابق الإشارة إليها ، وهى تستضيف المسئوليين الكبار ورجال الأعمال البارزين فى برنامجها " اتكلم " وتحاصرهم بالاسئلة المحرجة ، وتتحدث بلسان الناس .. وهى الأخرى من نوعية المعارضين الحكوميين الذين يقدمون نموذجا عصرياً للصحفي المعارض والذي يخدم النظم السلطوية بصورة غير مباشرة

0 comments:

Post a Comment