Monday, November 10, 2008

انتخاب مبارك اسرائيليا



طلب مبارك استمراره على عرش مصر لفترة قادمة هو هدف المؤتمر الخامس لحزب الدولة الحاكم







القاهرة دكتور جمال عمر

انطلاقًا من أن الإنسان مخبوء تحت طي لسانه ما لم يُمارس التقية – التقية: اظهار الإنسان غير ما يُبطن – إذ يُمكن عندها تحليل شخصية المسئول. وكما حللنا من قبل شخصية المسئول المصري من خلال أقوال، وتصريحات وزير السياحة زهير جرانه على سبيل المثال لا الحصر، وعضو مجلس الشعب المصري هشام طلعت مصطفى، ورجل الأمن المصري محسن منير السكري، وغيرهم من الشخصيات المسئولة عن، وفي النظام المصري البوليسي الدكتاتوري الفاشي .. نَعرِض اليوم لحديث الرئيس المصري محمد حسني مبارك لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية التي أجرته معه الصحفية الإسرائيلية سمدار بري – هل الصحفية الإسرائيلية سمدار بري من عائلة نبيه بري زعيم أحد كبرى الميليشيات اللبنانية المسلحة المعروفة بإسم "حركة أمل"؟ - إنه حديث مهم، وتكمن أهميته في التعرف أكثر على شخصية الزعيم المصري المعاصر الذي تربع على عرش مصر لعقود منذ اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وهو يطمح – محمد حسني مبارك – في فترة رئاسية سابعة، آسف لقد أخطأت، وأقصد في فترة رئاسية سادسة، على أقزام مصر


ومن المرجح أن طلب مبارك استمراره على عرش مصر لفترة قادمة هو هدف المؤتمر الخامس لحزب الدولة الحاكم المنعقد في الفترة ما بين 1 – 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008م، وليس كما يُروج أزلام السلطة من أن هذا المؤتمر هو من أجل قضايا مثل الديمقراطية، وحل مشكلة الفقر في مصر أم الدنيا! الشعب المصري من كبيرهم إلى صغيرهم حتى المقمط في سريرهم يعرف أن سيادة الرئيس محمد حسني مبارك، وحزبه الحاكم – الحزب الوطني الديمقراطي: هو حزب لا وطني ولا ديمقراطي - هما المسبب الرئيسي في فقر المصريين، والعياذ بالله. تسأل الصحفية الإسرائيلية الرئيس المصري: "ما هو الحل الأمثل في مشكلة القدس، الحل الأمثل في تصور سيادتكم؟" الرئيس: "هناك اقتراحات كثيرة منذ أيام الرئيس السادات مثل أن تكون القدس مدينة مفتوحة، وتكون هناك عدة أحياء، حي أرميني، وحي إسرائيلي، وهكذا، ..."
لم يجد الرئيس المصري ثقيل الحكم في أجندته البوليسية غير هذا الحل الذي قد طُرح منذ أكثر من 30 سنة هي عمر الرئيس الحالي في حكم أقزام مصر! أين المفكرين، والباحثين المأجورين أو الموتورين المحيطين بقصوره الرئاسية، ونزلاء استراحاته الهميانية؟! أين هم، وأين هي ابدعاتهم؟ وهل خاف الرئيس المصري من الصحفية الإسرائيلية، فلم يذكر الحي العربي أو الحي الفلسطي – الفلسطي، وليس الفلسطيني بحسب أحدث التحريفات التاريخية الخنفشارية للهروب من حقوق الشعوب، وضياع هويتها – لا أعرف؛ لأن الإجابة مربوطة في قلب ذئب مصر. لم يكن هذا هو السؤال الأول للصحفية الإسرائيلية سمدار بري؛ وإنما أول سؤال كان حول وضع الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط"، وأحواله الصحية، – جندي في مقابلة رئاسية! – والمعُتقل لدى حكومة غزة الفلسطية حماس. لم يكن الحديث عن أورشليم القدس هو تصدير لهذه الافتتاحية مع محمد حسني مبارك؛ وإنما حديث سيادته منذ البدء كان عن وضع الجندي الإسرائيلي شاليط! لا يُفهم من مقالي هذا التقليل من شأن الجندية لا سيما الإسرائيلية أو البوليسية المصرية، ولا يُفهم من مقالي هذا الجنوح إلى الفلسفة اليونانية في تصنيف الجنس البشري. معاذ الله أن أفعل ذلك، ولهذا أتقدم بإعتذاري المُسبق لعائلة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وأعتذر أيضاً من الـ: 8000 عائلة فلسطية، وأولادهم المخطوفين بواسطة أمن دولة إسرائيل.لقد وجهت الصحفية الإسرائيلية سمدار بري خمسة عشر (15) سؤالاً لـ: آل مبارك، جاءت كلها حول الجندي جلعاد شاليط. وعندما وصل الحوار مع الصحفية إلى نقطة تدور حول سوريا، واغتيال "عماد مغنية" – عماد مغنية: مسئول حزب الله عن العمليات العسكرية خارج التراب اللبناني – ماذا قال الرئيس المصري حفظه الله؟ "عماد مغنية كان مستهدفاً من عِدة أجهزة مخابرات في العالم، هل ..." الرئيس: "بس مش الأجهزة المصرية .. هل تعتقدون سيادة الرئيس ملابسات القتل وَمَن الجهة المسئولة؟" الرئيس: "أولاً، أنا لست جهة تحقيق. ثانياً، نحن سمعنا أن مغنية قُتل في منطقة صعب الدخول فيها، ولا أستطيع أن أتكهن من الذي قتله؟ إسرائيليون أم سوريون أم غير الجنسيات دي؛ لأني لست جهة تحقيق، ولم تكن حتى تهمني ملابسات الحادث." .. "لم تكن حتى تهمني ملابسات الحادث." غريب أمر سيادة الرئيس هذا .. لا يهمه سوى حادثة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط! لم تسأل الصحفية الإسرائيلية سمدار بري سيادة الرئيس عن سبب عدم زيارته إلى إسرائيل، ولو لمرة واحدة طوال فترة حياته الرئاسية في القصر الجمهوري الملكي. ربما يعود الأمر لسببين: لأن الصحفية الإسرائيلية الذكية تعلم مسبقاً من خلال أحاديث سيادة الرئيس المغلقة، والتي تُبث داخل أروقة، وصالوناته الرئاسية مع المسئولين الإسرائليين حيث عبر سيادته أكثر من مرة أنه ليس زاهداً في زيارة إسرائيل؛ وإنما يتخوف فقط من بطش المتطرفين الذين قتلوا في السابق محمد أنور السادات، وإسحاق رابين، هذا من جهة.والسبب الثاني أن المسئولين الإسرائليين رفيعي المستوى يعلمون عِلم اليقين أن لقاء مبارك إسرائيل في سيناء هو لقاء في أرض إسرائيلية، فما الحاجة أن يذهب الرجل كبير السن بعيداً .. أليس حرس الحدود المصري لا يستطيع أن يزيد من تعداد جنوده جندي واحد فقط إلا بعد سماح السلطات الإسرائيلية بذلك. وهل يستطيع محمد حسني مبارك أو غيره من المصريين فتح المعبر بين فلسطين، ومصر من دون إذن مسبق من السلطان الإسرائيلية؟ بهذا المفهوم المتقدم لا يُمكن اتهام مصر بأنها تحاصر الشعب الفلسطي؛ لأن المعابر، وفتحها ليست في يد السلطة المصرية صاحبة القرار، والسيادة المزعومة. محمد حسني مبارك يخاف الذهاب إلى إسرائيل خشية بطش المتطرفين المصريين! والمتطرفون المصريون بالحري هم من يخشون بطش ميليشيات مبارك الأمنية .. إنها معادلة "التعلب فات فات، وفي ذيله سبع لفات"! لم يفوت سيادة الرئيس في حديثه ليديعوت أحرونوت الكلام عن السلام المصري الإسرائيلي .. إذ لا يألو الرئيس المصري جهداً في المن على الإسرائليين بموضوع سلام نظام مبارك مع إسرائيل الذي دام ثلاثة عقود عداً، ونقداً! قل لا تمنوا على الإسرائيليين بسلامكم بل إسرائيل يمن عليكم بأن ثبت عرشكم على أقزام مصر لثلاثة عقود إلا قليلا. فهل المواطن الإسرائيلي هو من سينتخب آل مبارك في الدورة الرئاسية المقبلة، وهل يطمح سيادته لذلك لا بوصفه آخر الفراعنة؛ لأن الفراعنة لم ينضب معينهم بعد، ولم يأتِ وقت رحيلهم؟

0 comments:

Post a Comment