Wednesday, November 18, 2009

في ملعب القومية العربية بقلم سميح خلف


من المحيط الهادرِ.. إلى الخليج الثائرِ.. لبيك عبد الناصرِ
هكذا كانت هتافات الشعوب العربية للقومية العربية لا لغيرها، للوحدة العربية لا لغيرها، للتمثيل العربي الموحد لا لغيره.
ربما مع حملات التطبيع والاتفاقيات مع الجانب الصهيوني كانت لها آثارها الاقليمية والقطرية بشكل صارخ ومتدرج إلى أن وصلت الجماهير العربية إلى حالة التشرذم والإقليمية البغيضة والقطرية والآنا وليكن الطوفان بعدنا..!!
الشعوب العربية جمعاء تمر بأسوأ حالاتها منذ عقود، الجماهير العربية التي لم تجد متنفس لها ولمشاكلها غير الانحياز لمفاهيم قزمية لمعاني النصر والتفوق، وكأن الشعوب العربية تحاول أن تجد لنفسها من يمثل ذاتها في ذاتها، وهكذا هو الأمر.
ملايين الدولارات تصرف على المستطيل الأخضر وعلى لاعبي المستطيل الأخضر، وهناك ملايين من البشر الجوعى وملايين من حالات البطالة، وملايين من المرضى... ومشاكل ومشاكل مستعصية تمر بالشعوب العربية، الاضطرابات الأمنية والتسويق السياسي في آن واحد، كل ذلك كان نتاج مفهوم الاقليمية لدى الأنظمة العربية.
منذ عقود تحولت النظرة من النظرة القومية والوحدة العربية إلى الانغلاق القطري، وقلنا في ذاك الوقت أن تلك الأنظمة لا تعبر إلا عن ذاتها وعن شخوصها، أما الأمر يصل بنا الآن إلى أن الشعوب بدات تنسجم وتتناغم مع كل البرمجيات الاقليمية والقطرية البغيضة، ونسيت الشعوب كما تناسى حكامها الوحدة العربية ولغة الضاد والمصير المشترك.
وهذا مكمن الخطورة عندما تجير حركة الاعلام سواء في الفضائيات الخاصة أو الرسمية للشحن بين خلايا الأمة ببعضها وكأننا نمر في حرب مصيرية بين الطرفين.!! ونسينا أن عدونا هو واحد، نسينا ان الصهيونية بأبعادها المختلفة وصورها المختلفة هي التي تستحق أن نوظف لها كل ما توفر لدينا من الأدوات الاعلامية وشحن الهمم والصمود تجاه ما يهدد منطقتنا.
2- 0 في ملعب القومية العربية والوحدة العربية، فعندما كنا نقول أن الوحدة العربية لا يمكن ان تحقق في ظل أنظمة متشرذمة، الآن نقول أن فكرة القومية العربية تراجعت وانحصرت في ظل ترجمة واضحة من الشعوب العربية لحالها الإقليمي، وهل نقول أن الشعوب على دين ملوكهم ورؤسائهم؟ انها لكارثة..
لا يعنينا كثيراً من الذي سيفوز في مباراة كرة القدم هذا او ذاك، ولكن يعنينا ان يمثل الشعب العربي بفريق مترابط لا تسوده لغة الشرذمة بين اخوته الأخرين، قالوا أن كأس العالم هو وجه من وجوه الحضارة الانسانية وترابطها، فكيف يمكن ان يكون هذا الكأس مبني على لغة التشرذم والاقليمية والعنصرية؟؟!! اننا نستغرب
لم يفاجئ المواطن العربي ولم يصاب احدهم بالسكتة القلبية عندما كان هناك هجوم بربري على غزة، ولم تكن هناك ردات فعل قوية عندما استهدفت قوات العدو الصهيوني أطفال غزة، أو عندما اقتحمت قوات العدو الصهيوني مخيم جنين، لم نجد ردود الفعل القومية والمؤثرة عندما ارتكبت اسرائيل مذبحة جنين او الحرم الابراهيمي أو دخولها باحات القدس، لم تركز الفضائيات الا جزئية من اوقاتها حول تلك القضايا، أليس من المهم ما يتعرض له أطفال ونساء العراق، أليس من المهم أن نتذكر مليون أرملة عراقية؟ أليس من المهم أن نتذكر أن قوة البطش الأمريكية قامت بعملية انهيارات ضخمة في بلد عربي مهم مثل العراق، أليس من المهم أن تتذكر شعوبنا الجوعى في الصومال والحرب على شواطئهم وثرواتهم، أليس من المهم أن يتذكر الاعلام والشعوب العربية ما يحدث في اليمن وتهديد خطر لتفسخ دولة اليمن التاريخية؟ انها لسخافة من الاعلام العربي والفضائيات، وللأسف لمباراة كرة قدم بين الاخوة لتمثيل الأفضل بين الأمم تقوم الدنيا ولم تقعد وكأننا في حرب!! ولو كانتاكلتا الدولتين المتنافستين على الفوز بالتمثيل في كأس الأمم متجاورتين جغرافيا ماذا كان سيحدث؟؟!!!
ان ما يحدث هو اجهاظ إلى ما تبقى من وحدة الشعوب العربية وفكر القومية العربية والوحدة العربية، وهي ضربة قاضية لأي أطروحات تعطي بالأمل مستقبلاً نحو انحياز الجماهير إلى لغة وبرنامج يقود نهائياً وتماماً إلى القضاء على أي أمل أو بارقة تجمع الاخوة في بوتقة الأمة العربية.
أجندات سياسية تنفذ من خلال كرة القدم والمعلب الأخضر ورسائل أيضاً لا تقتصر على الأنظمة، بل أشركوا فيها الشعوب للوصول إلى حالة من الانفصال الذاتي بين أعضاء الأمة للوصول إلى حالة اضعاف واستضعاف للأمة أمام المشروع الصهيوني وفي النهاية نحن نشجع هذا الفريق عن ذاك في تجاوز لحدود مفاهيم التشجيع الرفيع.
مهزلة.. كفى مهازل تقودون فيها شعوبكم، شعوب الأمة العربية الواحدة إلى مستنقع التشرذم والانفصال الذاتي، فهناك مشاكل هي أجدر بالاهتمام مثل قضية الفقر والعادلة وتوزيع الثروة والتخلف والبناء العلمي ومشاكل البطالة التي تعاني منها المجتمعات العربية، انكم ايها المبرمجون تستخدمون شعوبكم ومن خلال المستطيل الأخضر لتغطوا عوراتكم ولترتفع الحناجر في عملية سكر وهي لا سكر بل هي حالة هذيان وهروب إلى الأمام تمارسها الشعوب احتجاجاً على أوضاعها.. فكفى مهزلة.




Image and video hosting by TinyPic

0 comments:

Post a Comment