واافق المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على خامنئي، على مطالبة الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله له، بسرعة التدخل لإنقاذ الحزب من ورطته المالية، التي يعاني منها كتداعيات لإفلاس رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين، المعروف بوزير مالية حزب الله، الذي تبخرت معه ايداعات أموال المئات من عناصر الحزب، والذين يسعى حسن نصرالله جاهدا لاحتواء أزمتهم ومضاعفاتها.
وأفادت مصادر مقربة من الحزب، رفضت الكشف عن هويتها، بأن نصر الله استنجد بخامنئي، لدعمه بـ"المال النظيف"، لمعالجة الأزمة، مطالبا إياه بتخصيص ميزانية إضافية للحزب، قيمتها 300 مليون دولار، لتعويض كوادر الحزب عن الخسائر التي تكبدوها، في أزمة إفلاس عز الدين.
وبرر نصرالله طلبه، بوجود مخاوف من أن يؤدي عدم قيام الحزب بتعويض كوادره، وعناصره من المتضررين، إلى أزمة ثقة بين كوادر الحزب وقيادته، خاصة في هذه المرحلة الحساسة.
وأشارت المصادر إلى أن خامنئي وافق على طلب نصرالله، وأقر له المبلغ المطلوب، والذي تم تخصيصه من الميزانية الخاصة بمكتب الزعيم الإيراني، والمدرجة تحت باب ما يسمى بـ"تصدير الثورة الإسلامية"، ومن خلال "صندوق المظلومين"، الذي يملك خامنئي سلطة التصرف بأمواله، من دون أن يمر ذلك عبر السلطات الحكومية.
وأمر خامنئي بأن يتم صرف التعويضات على مرحلتين، الأولى تتضمن تعويض شريحة المتضررين بمبالغ أقل من 50 ألف دولار، والثانية يتم توزيع ما تبقى من مبلغ الـ300 مليون دولار، على المتضررين الذين تزيد خسائرهم عن 50 ألف دولار، على ألا يتلقى أي متضرر مبلغا يزيد عن خسارته الفعلية.
وأوضحت المصادر أن المبلغ المخصص للتعويضات، تم نقله مع الوفد المرافق للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي زار دمشق مؤخراً، وجرى تسليمه إلى نصرالله فيما بعد، دون أن يتم تحويله عن طريق البنوك اللبنانية، أو عن طريق بنك صادرات إيران في لبنان، حفاظاً على السرية، وعدم تسجيله بالكشوف المصرفية، وطلب خامنئي من قائد قوة لبنان في فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، حسن مهدوي، أن يشرف شخصياً على توزيع المبالغ للمتضررين، وأن يقدم تقريراً مفصلاً له، يشمل أسماء جميع المتضررين الذين تلقوا تعويضات والمبالغ التي تلقوها.
وأشارت المصادر إلى أن نصرالله امتنع حتى الآن، عن إعلان "الهبة الإيرانية"، خشية أن يقوم عدد كبير جداً من المتضررين من داخل الحزب وخارجه، بالمطالبة بتعويضهم عن خسائرهم، الأمر الذي لا يستطيع الحزب سداده بواسطة هذا المبلغ، حيث أن مجمل الخسائر التي تكبدها المستثمرون لدى عز الدين تجاوز مبلغ المليار دولار.
0 comments:
Post a Comment