علاقة مصر واسرائيل متينة وراسخة رغم التجريح والتجاوز
القاهرة كتب احمد قرة -رئيس التحرير
لا يختلف اثنان ان الرئيس مبارك استطاع خلال فترة حكمة التى امتدت الى قرابة سبعة وعشرين عاما ان يحافظ على متانة العلاقة بين مصر واسرائيل ولم يتاخذ وسعا فى ان يجعلها علاقة استراتيجية راسخة لدولة صديقة ومجاورة لمصر فى المنطقة وليس ادل على ذلك ، الا ان نجد مدى التعاون الاقتصادى والامنى والاستراتيجى ما بين مصر واسرائيل والذى فاق بمراحل التعاون بين دول عربية شيقة فى المنطقة ، فرجال الاعمال المصريين والاسرائيلين والبعض منهم قيادات رئيسية فى الحزب الوطنى واعضاء مجلش الشعب المصرى يضيفون فى كل يوم مزيدا من التعاون واتساع النشاطات الاقتصادية بين البلدين والتى اتخذ البعض منها صورة اتفاقيات موقعة مثل الكويز وغيرها ،ولطالما حاول وسعى الرئيس مبارك بكل ما يستطيع ان يتجاوب فى حدود استطاعتة الاستجابة للطلبات الاسرائيلية التى لا تنتهى ، ولعل هذا هو السبب فى اتساع شعبيتة لدى شعب اسرائيل وثقتهم فية ،ومدى حكمتو فى ان تصبح العلاقة طبيعية ومثمرة بين الشعبين
لذا فقد راينا حرص رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت فى الاتصال بالرئيس المصري حسني مبارك ، واعتذر له على التصريحات التي ادلى بها عضو الكنيست افيغدور ليبرمان ، رئيس حزب " يسرائيل بيتينو " اليميني ، والذي قال موجها كلامه للرئيس المصري حسني مبارك من خلال خطاب ادلى به ليبرمان في الكنيست اليوم ، قال مخاطبا الرئيس مبارك : " يريد ان يتحدث معنا فلياتي الى هنا ، وان كان لا يريد فعليه اللعنة " .هذا ما دفع ايهود المرت ان يقول لمبارك انه يرى به شريكا استراتيجيا وصديقا مقربا ، وان هنالك اهمية كبرى لتوطيد العلاقات بين اسرائيل ومصر .كما وقال اولمرت : " كان من الافضل عدم التفوه بهذه العبارات ، لانها عبارات مضرة ، ونحن نرى بمبارك ومصر شركاء استراتيجين لدولة اسرائيل
اذا كان البعض فى اسرائيل يجدون للسيد ليبرمان العذر فيما قالة وان حجة الرئيس مبارك فى عدم الذهاب الى اسرائيل هى حجة الشرط المستحيل ، حيث ان الرئبس مبارك ربطها بالتقدم فى عملية السلام ، فان لهم بالطبع الحق ، فاسرائيل كدولة ديمقراطية قد لا تعى كثيرا من التفاعلات التاريخية الراسخة فى المنطقة والتى تحتاج الى مزيد من الوقت كى تتطور وتصل الى النضوج الكافى ، فاغتيال الرئيس انور السادات لم تكن سوى بسبب زيارتة الى اسرائيل ، لذا فعلى اصدقاء السلام فى اسرائيل ان يعوا ان السلام هو كفاح مثلة مثل الحرب فهو صناعة المستقبل للشعب المصرى والاسرائيلى، وصلب تلك الثقافة هو الزمن ، ومن خلال علاقات طبيعية
وليس ادل على هذا ما صدر عن ديوان رئيس دولة اسرائيل ، شمعون بيرس بيان اعتذار خاص ، في اعقاب التصريحات التي ادلى بها ليبرمان ، والتي جاءت في معرض كلمته التي القاها بالجلسة الخاصة لاحياء ذكرى مقتل الوزير رحبعام زئيفي بالكنيست .هذا واعرب بيرس عن " اسفه بسبب التفوهات بحق الرئيس المصري وذلك خلال جلسة احياء ذكرى رسمية ".كما واتصل رئيس الدولة شمعون بيرس بالرئيس المصري حسني مبارك ، وقال له : " تبدي اسرائيل احتراما كبيرا لك ولمصر وذلك لدورك الفعال في دفع عملية السلام ".واضاف بيرس : " ان العلاقات بين مصر واسرائيل مبنية على الاحترام المتبادل وتصريحات ليبرمان لن تفسد هذه العلاقات
فاذا كان الصديق ليبرمان قد تجاوز بعض الخطوط الحمراء ربما لعدم استيعابة السياسى والفكرى ان مبارك هو اهم صديق لاسرائيل وان العلاقات بين الشعبين المصرى والاسرائيلى فى طريقها الى النمو والاذدهار
0 comments:
Post a Comment