قمة في الجمعية العمومية للامم المتحدة ركزت على بلورة دور توجيهي لاعادة استقامة حوار الاديان في اتجاه تحقيق أرجحية القيم الروحية التي تجعل الحوار مثمراً بدل ان تبقى الأديان مدخلا الى تشويه القيم التي تنطوي عليها، تشويه يتعمده من اراد جعل الدين وسيلة للتمييز منغلقاً على نفسه يخاف الحوار وبالتالي يجعل تخويف الغير منهجا لترسيخ الافتراق والتباعد، وبالتالي عدم الاكتفاء بتخويف الغير بل تعميم الخوف من الغير. كانت القمة التي دعا اليها خادم الحرمين الملك عبدالله مبادرة جادة لاختراق حاجز الخوف والتخويف. وكانت جلسات الحوار في الامم المتحدة التي دامت يومين مناسبة لاسقاط التزمت من كل الاديان ومحاولة جادة للتعريف بجوهر التجارب الروحية التي يختبرها كل دين، وفرصة لتصبح محصلة المعرفة مساهمة في نزع فتيل النزاعات وجعل التنوع بينها داخل اطار ضامن لديمومة الحوار، وبالتالي يصبح التنوع بديلاً من التعدد الذي لا اطار له فيبقى الحوار معطلاً او في احسن الحالات متقطعاً.من هذا المنظور يصبح الحوار عازلاً لمن يريد ان يتلطى وراء الشعار الديني بغية توظيفه خارج دوره التنويري، لذا يمكن الاستنتاج ان القمة كانت عاملاً رادعاً لجعل التطرف دليلاً على صدقية الالتزام، وانعقادها في رحاب الأمم المتحدة خطوة مهمة نحو التصحيح المطلوب واتاحة المجال لتعرف الاديان بقيمها المشتركة التي بدورها تعيد المناعة الى المجتمعات التي كادت تفقدها في العديد من الاوطان العربية والاسلامية، خصوصاً ان خطر الصهيونية في هذا الشأن لم يكن محصوراً في شراسة عدوانيتها على الأمة العربية بمسلميها ومسيحييها، بل على اليهودية نفسها، إذ يعمل الكيان الاسرائيلي على دمج اليهودية التي هي مكوّن للتراث الديني والانساني مع الصهيونية التي بدورها تعمل على حصر تعريف اليهود بالولاء للعقيدة الصهيونية لا غير.
***
وبعد يومين، بالأمس، صدر البيان الختامي لقمة واشنطن الاقتصادية التي باشرت معالجة الأزمة المالية المتفاقمة وأبرزت في الوقت نفسه عوامل الازمة المتفاقمة لدى الرأسمالية العالمية والتي كادت أن تؤول الى تراجع وارتداد في قدرة الرأسمالية على درء الاعطاب التي رفعت البطالة الى نسبة 6 في المئة في الولايات المتحدة، وعجزت الادارة الاميركية عن اعانة شركات صناعة السيارات في ميتشيغن وغيرها من التداعيات المقلقة في الاسواق المالية، والتي جعلت قمة العشرين تباشر ادخال تعديلات جذرية على المؤسسات الاقتصادية والمالية. وشملت القمة دولا نامية بعدما كادت العولمة ان تعولم الفقر، واتخذت هذه القمة اجراءات موقتة في طليعتها ما ترفضه الثقافة الرأسمالية اي الاجراءات الضابطة والمنظمة للحيلولة دون عودة الفلتان الذي اوصل الى الازمة الحالة. وعبر الرئيس جورج بوش عن امتعاضه حيال الدعوات الى ضبط سياسات الاسواق المالية وسلوكياتها. ولكن جاءت نتائج قمة البيت الابيض ناقصة في الحسم في انتظار الرئيس الجديد الآتي الى البيت الابيض في 20 كانون الثاني 2009 واعطائه فرصة كافية من اجل عقد قمة تالية في نيسان المقبل! وازاء تعليق قرارات مصيرية جاءت النتائج تعبيراً عن القلق، لكن الانفتاح على خيارات في مجملها ينطوي على اعادة النجاعة الى اشتراكية بدورها غير متزمتة ومنعتقة من تحجر عرقل ما كان في امكانها ان تقدمه لخدمة مفاهيم العدالة الاجتماعية وضمان المساواة والحرية.شهدت الايام الثلاثة الاخيرة مخاضا فكرياً وروحياً واعداً في انتظار ردع تزمت وانغلاق يتلطيان وراء الدين، وفلتان العولمة الرأسمالية المتلطية بفلتان العولمة من المسؤولية العالمية. فلنر
***
وبعد يومين، بالأمس، صدر البيان الختامي لقمة واشنطن الاقتصادية التي باشرت معالجة الأزمة المالية المتفاقمة وأبرزت في الوقت نفسه عوامل الازمة المتفاقمة لدى الرأسمالية العالمية والتي كادت أن تؤول الى تراجع وارتداد في قدرة الرأسمالية على درء الاعطاب التي رفعت البطالة الى نسبة 6 في المئة في الولايات المتحدة، وعجزت الادارة الاميركية عن اعانة شركات صناعة السيارات في ميتشيغن وغيرها من التداعيات المقلقة في الاسواق المالية، والتي جعلت قمة العشرين تباشر ادخال تعديلات جذرية على المؤسسات الاقتصادية والمالية. وشملت القمة دولا نامية بعدما كادت العولمة ان تعولم الفقر، واتخذت هذه القمة اجراءات موقتة في طليعتها ما ترفضه الثقافة الرأسمالية اي الاجراءات الضابطة والمنظمة للحيلولة دون عودة الفلتان الذي اوصل الى الازمة الحالة. وعبر الرئيس جورج بوش عن امتعاضه حيال الدعوات الى ضبط سياسات الاسواق المالية وسلوكياتها. ولكن جاءت نتائج قمة البيت الابيض ناقصة في الحسم في انتظار الرئيس الجديد الآتي الى البيت الابيض في 20 كانون الثاني 2009 واعطائه فرصة كافية من اجل عقد قمة تالية في نيسان المقبل! وازاء تعليق قرارات مصيرية جاءت النتائج تعبيراً عن القلق، لكن الانفتاح على خيارات في مجملها ينطوي على اعادة النجاعة الى اشتراكية بدورها غير متزمتة ومنعتقة من تحجر عرقل ما كان في امكانها ان تقدمه لخدمة مفاهيم العدالة الاجتماعية وضمان المساواة والحرية.شهدت الايام الثلاثة الاخيرة مخاضا فكرياً وروحياً واعداً في انتظار ردع تزمت وانغلاق يتلطيان وراء الدين، وفلتان العولمة الرأسمالية المتلطية بفلتان العولمة من المسؤولية العالمية. فلنر



















0 comments:
Post a Comment