افتتاحية جريدة هأرتس
..انتخاب براك اوباما رئيسا للولايات المتحدة يحدث وعن حق موجة جديدة من الامل ليس فقط في تغيير سياسي، بل وبالأساس لتطبيق مذهب فكري آخر. المؤشر الاولى لهذا الفهم تلزم أيضاً اسرائيل بأن تفهم بأنه يحتمل ألا يكون بوسعها ان تواصل الاعتماد على أن توافق الإدارة الجديدة، الملتزمة مثل سابقتها بأمنها، على الانجرار خلف سياسة جر الاقدام الاسرائيلية. ولا غرو إذن في أنه في اسرائيل وفي الطائقة اليهودية في الولايات المتحدة هناك من يرى في انتخاب اوباما وفي رسم سياسته الجديدة تهديدا سياسيا على اسرائيل. وبشكل تقليدي، لم تكتف اسرائيل بوسائل الاقناع لزعمائها كي تبعد عنها الضغوط السياسية. فلنجدتها تجند لوبي يهوديا حازماً وشديد النفوذ، ايباك الذي اصبح مع السنين ليس فقط فرعا للضغط من اجل سياسة حكومة اسرائيل - في حالات عديدة حقق اللوبي سياسة مستقلة، بشكل عام ذات ميل يميني، سياسة رأت في التخلي عن المناطق خطرا على اسرائيل. هذا اللوبي، صاحب الحقوق الكثيرة بسبب نشاطه من اجل اسرائيل، نجح في خلق الوهم الذي بموجبه تتحدث اليهودية الامريكية بصوت واحد وان هذا الصوت يمثل بشكل حصري وتلقائي اليمين اليهودي وحكومة اسرائيل. ومؤخرا نشأ لوبي يهودي جديد، "جي ستريت"، يسعى الى طرح بديل يساري ليبرالي لايباك. وهذه بشرى مهمة سواء لمؤيدي السلام في اسرائيل أم ليهود الولايات المتحدة. وإذا ما حاكمنا الأمور حسب استطلاع أجراه اللوبي فإن نحو 76 في المائة من يهود الولايات المتحدة يؤيدون المفاوضات مع "الد اعداء اسرائيل"، 58 في المائة يؤيدون انسحابا من الجولان مقابل السلام، و59 في المائة يؤيدون الانسحاب من المناطق. وهذا قسم واسع ومهم من عموم الجمهور اليهودي في الولايات المتحدة، الذي صمت صوته بشكل عام أو شل بدعوى ان هذه مجموعة هامشية من "اليهود الكارهين لانفسهم" او "الكارهين لإسرائيل". هذه مزاعم عديمة الأساس في ضوء نتائج الاستطلاع، مثلما هو زعم عابث الزعم بإضعاف النفوذ اليهودي على الادارة والكونغرس بسبب انشقاق القوة اللوبية، ايباك لا يمكنه ان يتوقع ألا يصل الجدال الداخلي في اسرائيل الى الولايات المتحدة. مثل هذا النهج يعزز فقط الاشتباه في أن ايباك يسعى لأن يبقي لنفسه الاحتكار على تمثيل موقف الجمهور اليهودي أمام الادارة. مثل هذا الفهم يهين أيضاً الادارة الامريكية إذ بموجبه، لا تعرف هي الخلاف في اسرائيل، وكبديل، الادارة تطرح كتهديد ينبغي تجاهه عرض جبهة موحدة. لا ينبغي لإسرائيل أن تحسم مسألة أي لوبي يمثلها، ويهود الولايات المتحدة لا يحتاجون الى إذن اسرائيلي كي يسمعوا جملة أصواتهم. في نهاية المطاف، سياسة حكومة اسرائيل، التي انتخبت من مواطنيها، هي التي يفترض بها أن تقرر شبكة علاقاتها مع جيرانها ومع الادارة الامريكية. ومع ذلك حسن أن نسمع صوتا جديداً من يهود امريكا.
Monday, November 10, 2008
الدور الجديد ليهود امريكا
مجلة المصداقية السياسية
on 8:38 PM
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment