Friday, March 14, 2008

مسرحية القمة الهزلية بطولة بشار الاسد تاليف نجاد ،،،،،،بقلم سمدار بيرى جريدة بديعوت احرونوت


القمة العربية المقبلة مسرحية كبري للرئيس السوري بشار الأسد



المطار الدولي في دمشق لاستقبال المشاركين في القمة العربية. لا يمكن للمرء الا أن ينفعل لهذه المساعي: ومثل بدلة الرئيس، تتزين دمشق علي مدار الساعة، تنظر بعصبية الي المرآة كتلك العزباء قبل الموعد الذي سيقرر مصيرها. في كل زاوية يعلقون ملصقات جديدة للزوجين الرئاسيين. سوريا انفقت عشرات الملايين من الدولارات التي لا توجد لديها كي ترمم فنادق، تقيم مراكز اعلامية، تدشن مطاعم، تجند كتائب من الناطقين ومن موظفي العلاقات العامة، والتملق لوسائل الاعلام والدلال الزائد للصحافيين.
يافطة جديدة بالعربية فقط تقول ان دمشق هي أم كل الثقافة الاسلامية. من حاول الجدال مع هذا القول الغريب ارسل الي السجن. ديمقراطية؟ ليس في مدرستنا. الاسد لن يدع احدا يخرب عليه الاحتفال.ولكن كما يبدو هذا الان، حتي اللحظة الاخيرة لن يعرف احد من سينزل من الطائرات التي تهبط في المطار: حكام ورؤساء دول أم موظفون "عوقبوا" ليظهروا التواجد؟
وزير الخارجية معلم الذي رفع شخصيا الدعوات ل 22 قصرا لحكام العالم العربي، يحصي حصادا بائسا من الردود الايجابية: فقط بوتفليقة (لا شيء يخسره) الرئيس الجزائري، عبدالله (لا بديل لي) ملك الاردن، الشيخ حمد (الجزيرة ستفرح) من امارة قطر، وابو مازن (من الخطير اثارة اعصاب السوريين).واولئك الذين رغم ذلك سيصلون يعد الاسد لهم جملة من المفاجآت: في مقاعد المراقبين للقمة تحددت مقاعد لوفد حزب الله، اعدت مقاعد لخالد مشعل والجهاد الاسلامي وبالطبع، كيف يمكن بدون، الحليف الايراني احمدي نجاد.
ليومين سيجلسون في القاعة الفاخرة، وسيديرون محادثات رواق، وسيبتسمون للكاميرات. علي ماذا سيتحدثون حقا؟ مشكلة غير بسيطة لمن ينشغل الان، مثلما هو وارد في القمم العربية، في صياغة البيان النهائي.
من جهة اخري، جدير بالاسد أن تكرر قمة دمشق (للمرة الثالثة) خطة السلام السعودية، التي تقترح علي اسرائيل "سلام عربي كامل" مقابل "انسحاب اسرائيلي من كل المناطق المحتلة". ما الضرر؟ سوريا ستتخذ صورة الساعية التي لا تكل لاحلال السلام، ولعل اسرائيل تقتنع اخيرا بالتعاطي بجدية مع القناة السورية. علي أي حال المبادرة السعودية جاءت لتمطر سوريا بوابل من الرائحة العطرة: خروج من محور الشر، اعادة هضبة الجولان وتخليد الامساك ("نحن فقط سنخضع نصرالله") برقبة لبنان.
ومن جهة اخري، قمة دمشق تنعقد في توقيت من ضبط شديد للنفس. فالبارجة الامريكية "كول" التي وصلت علي نحو مفاجيء الي قبالة شواطيء لبنان، تثير اعصاب السوريين. الاسد وقادة استخباراته يعرفون من حقا صفي عماد مغنية. ولكن قائمة المتهمين (قائمة جزئية فقط) قرروا تأجيلها حتي ما بعد انتهاء احتفال القمة بسلام. وسيكون من المشوق ان نعرف علي من سيقرر السوريون القاء مسؤولية التسلل الي النطاق الاستخباري المغلق.
لولا الاحداث في غزة، لالقي بقمة دمشق الي سلة مهملات النزاعات بين زعماء العالم العربي. فالاسد مكروه ليس فقط عندنا وفي واشنطن - مبارك وعبدالله السعودي اللذان وصفا عنده ب "انصاف الرجال" (كعقاب علي صمتهما العاصف في حرب لبنان)، طورا تجاهه نوعا من الحساسية. غير أنه حصلت للاسد معجزة: بسبب حماس في غزة وجهود الوساطة، يوجد أخيرا اهتمام بالتعاطي مع دمشق ايضا.
وهكذا، حسب تقاليد القمة العربية، تعود اسرائيل لتلعب دور النجم علي طاولة المباحثات. ابواق الدعاية ستطلق تصريحات حماسية، تهديدات، ستطالب ابو مازن بالتعاون مع مشعل. سوريا ستبذل جهدا مكثفا لاثارة الخواطر. كله الا تحقيق تهدئة. والا، فعما سيتحدثون في القمة؟



0 comments:

Post a Comment