Friday, March 14, 2008

الصحافة والاعلام التزام ومهارة مهنية وليس وسيلة اعلانية ،،،،مجلة المصداقية


تجرا الكثيرين على المهنة الصحفية بعدما اصبحوا يروا ان القلاع العريقة مثل جريدة الاهرام تقزمت ، بل تجد رئيس تحريرها يصوغ مقالات لا تصل حتى الى المنشور الاعلانى ، رحم اللة الاهرام


الرسالة الإعلامية المهنية قصة خبرية توجهها السياسة التحريرية التي تعتمدها الوسيلة الإعلامية بعيداً عن تأثير الانتماء السياسي والحزبي، مهنيتها وتطورها مرهونان بمدى التأسيس لتقاليد مهنية وأعراف وقوانين تحترم الكلمة وتعتبرها سلطة رابعة، ومما لا شك فيه أن ضيق هامش الحرية مؤثر بشكل كبير على مهنية الرسالة الإعلامية، حيث يفرض ضيق هامش الحرية قيودا تشل حركة الصحفي وتجعله يقدم مادة ناقصة وغير جريئة رغم امتلاكه المعلومة. " السياسية" بحثت موضوع الرسالة الإعلامية المحلية بموازاة نظيرتها الخارجية من خلال نقاش عدد من الشخصيات الإعلامية والأكاديمية المعروفة فكانت الحصيلة كالتالي: بداية يؤكد عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء الدكتور محمد عبد الجبار سلام، أن الحرية والديمقراطية جناحان أساسيان للعمل الصحفي. مبيناً "أن تعامل الناس بأسلوب حضاري مع الديمقراطية يخلق مناخاً مناسباً ويفتح آفاقاً للأفكار والإبداع والنقد، وفي المقابل فإن التعصب الحزبي يؤثر في الشعوب المتخلفة ويدفعها إلى التناحر والخروج عن الديمقراطية والحرية". يُوافقهُ الرأي الخبير والمدرب الإعلامي نشوان السميري، الذي يرى أن الأصل ألا يكون للانتماء السياسي أو الحزبي أي تأثير على الرسالة الإعلامية المهنية. مشددا على أن القاعدة التي يجب مراعاتها في كتابة القصة الخبرية هي السياسة التحريرية المهنية المحايدة التي يجب أن تعتمدها وسيلته الإعلامية، وأضاف: التأثير يكون في طريقة انتقاء زوايا الخبر والتعليق عليه. * انتماء ضيق من جانبه أشار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة علي ناجي الرعوي، والذي يشغل رئيس تحرير الصحيفة أيضا،ً إلى أن الرسالة الإعلامية تتأثر بالانتماء السياسي أو الحزبي عندما يتحول إلى انتماء ضيق، حيث يؤثر على مهنيتها، معتبراً أن الصحف الصادرة عن الأحزاب تميل بطبيعتها إلى التعبير عن أحزابها بصرف النظر عن حياديتها في طرح الأخبار والآراء. مؤكدا في ذات الإطار أن تطور صحافتنا وإعلامنا مرهون بالابتعاد عن الانتماء السياسي أو الحزبي. ورغم تأكيد مدير مكتب صحيفة "الخليج" الإماراتية باليمن صادق ناشر، على أن القاعدة أو الأصل أن الصحفي لا يخل برسالته المهنية ولا يضر بلده، إلا أنه يتفق مع رئيس تحرير "الثورة" في وجود صحفيين ينحازون انحيازا كليا إلى السلطة وآخرون إلى الاتجاه الآخر "المعارضة". لافتا إلى صعوبة انسلاخ الصحفي من الجلد السياسي كلياً، ولكن يحاول المراسل الصحفي أن يكون محايداً وينظر إلى الجميع من زاوية محايدة. *أسباب الخلط.!! أما رئيس تحرير صحيفة "إيلاف" محمد الخامري، فيُعيد الخلط الكبير من قبل بعض الصحفيين بين العمل السياسي والمهنية الإعلامية إلى ما أسماه "مجازا" بالجرعة الديمقراطية الكبيرة التي أتت دفعة واحدة مع تحقيق الوحدة المباركة عام 1990. موضحاً أن تلك "الجرعة" أدت إلى وجود تشويش لدى العديد من الإعلاميين، لاسيما الشباب منهم، جعلتهم يعجزون عن الفصل بين المهنية والاحتراف الصحفي والانتماء السياسي "الجديد عليهم" فأصبحوا لا يفرقون بين العمل السياسي والعمل المهني في مجال الصحافة والإعلام. وقال الخامري "إن أكثر من 80 بالمائة من الصحفيين يخلطون بين الصحافة كمهنة وممارسة وبين العمل السياسي من خلال كتابة التقارير الحزبية أو المقالات الفكرية الموجهة، التي تنشر في بعض الصحف، مُشددا على أن الحكومة ممثلة بوزارة الإعلام ساهمت في هذا الخلط من خلال موافقتها على منح تصاريح لبعض كتاب "الرأي" السياسي لإصدار صحف بل وتولي مهمة رئاسة التحرير من خلال تقديمهم ملفات تشتمل على كتابات رأي ولا يوجد فيها أية مواد صحفية، كـ"الأخبار والتحقيقات والاستطلاعات"، وغيرها من فنون العمل الصحفي المهني. * الحرية وقيد الانتماء ورغم اتفاق رئيس تحرير صحيفة "الصحوة" محمد عبد الوهاب اليوسفي مع من سبقه ألا أنه يرى أن ضيق هامش الحرية أشد قيداً من الانتماء السياسي أو الحزبي، الأمر الذي يشل حركة الصحفي ويجعله يقدم مادة ناقصة، مُشبهاً الصحافة في البلدان والأنظمة التي "اسماها الدكتاتورية بالطفل الذي يعاني من انتكاسة في نموه"، موضحاً أن تلك الأنظمة أشد ما تكون خصوماتها مع الكلمة الحرة والصحفي المهني. مدير مكتب "الخليج" الإماراتية من جانبه يوضح أن مهنية الرسالة الإعلامية الخارجية أساسها التزام القائمين على وسائل الإعلام الخارجية بالمعايير الصحفية ومتابعتهم لكل تطور يطرأ في عالم الكتابة والتحرير. مستطردا أن الأمر يختلف في اليمن، الذي ينصب التركيز فيه على الجانب السياسي أكثر من الجانب المهني، وبالتالي تضيع المهنية في زحمة البحث عن الشأن السياسي!!. رئيس تحرير "الصحوة" لفت من جهته إلى أمور أخرى قال إنها مهمة تحكم المراسل الصحفي، تأتي في مقدمتها التوجه السياسي للوسيلة التي يراسلها الصحفي والبلد الذي توجد فيه، إلى جانب القيود المفروضة على الصحفي في الداخل. مبيناً إلى أن الصحفي عندما يقدم مادة يكون أكثر حرجاً بين ما تريده تلك الوسيلة وما تحمله من توجه وبين قوانين وضوابط الداخل، لذا فهو يكتب بطريقة متزنة وحذرة. * محلي ودولي وبعيدا عن التأثير السياسي الذي يطرأ على المادة الصحفية ويوظفها لخدمته، أشار رئيس تحرير صحيفة "إيلاف" إلى وجود فروق كبيرة في كتابة الصحفي لمادته الإعلامية من خلال توجيهها، فالرسالة الإعلامية المعدة للنشر في وسائل الإعلام المحلية تختلف من حيث الصياغة عن تلك الموجهة للإعلام الخارجي التي تخاطب العالم. موضحاً أن الصحفي يُحاول في الرسالة المُعدة للإعلام الخارجي أن يأخذ الأشياء الكبيرة والعريضة عن اليمن ويقدمها بشكل عقلاني، بحيث لا يُؤخذ على المراسل أنه متحيز لطرف ما، أما في الثانية فيستطيع أن يتناول تفاصيل كثيرة لا يستطيع طرحها في الرسالة الخارجية!!. وفيما يرى محمد اليوسفي المهنية والحرية والموضوعية أكثر حضوراً في الرسالة الإعلامية الخارجية وعكسها في المحلية تبعا للهامش الموجود، يرى صادق ناشر أن هذه المعادلة نسبية تختلف باختلاف رؤية كل زميل من الزملاء العاملين في الصحافة الخارجية والمحلية، يخالفه في ذلك الزميل محمد الخامري الذي يستبعد أن يكون هناك تقارب في صياغة المادة بين الإعلام الخارجي والمحلي، معيدا السبب إلى الخلط الناشئ بين الحزبية والصحافة المهنية. * الحصول على المعلومة في ذات الإطار، ولكن من باب إمكانية الحصول على المعلومة، يرى رئيس تحرير "الصحوة" أن المراسل الصحفي لوسائل الإعلام الخارجية يحظى بفرصة جيدة، وهو الأوفر حظا في الحصول على المعلومات من قبل بعض الجهات المختصة أكثر من الصحفي المحلي الذي يحصل عليها طبقاً لاعتبارات تصنيف وسيلته من قبل تلك الجهات. صادق ناشر من ناحيته يرى أن ندرة الحصول على المعلومة من أهم الصعوبات التي تواجه الصحفي مع الجهات الرسمية، معتبراً أن العلاقات الشخصية تلعب دورها الكبير في هذا الإطار، لافتاً إلى نظرة بعض المسؤولين لمهمة مراسل وسائل الإعلام الخارجية على أنهم مرتزقة وخونة ومأجورين!!. علي ناجي الرعوي أعاد تميز المراسل الخارجي عن الصحفي المحلي إلى تحرر الصحافة الخارجية من الانتماء السياسي والحزبي الضيق. مشيرا إلى أن هذه الميزة تعتبر أهم أسباب تقدم رسالتها الإعلامية الأمر الذي جعلها تخدم الحقيقة، وبالتالي يغلب عليها الجانب المهني أكثر من أي شيء آخر. * صحافة المقاولات رئيس تحرير صحيفة "إيلاف" انتقد وبشدة ما أسماه بـ"صحافة المقاولات" التي بدأت في الظهور بشكل كبير ومخيف في اليمن. واصفاً إياها بالشيء الخطير والخلل الكبير في جسم الصحافة المحلية. مُشيراً إلى أنه يعرف العديد من الناس الذين منحتهم وزارة الإعلام تصريح إصدار صحيفة ورئاسة تحرير يذهب إلى صحفيين متخصصين ومحترفين ويمتهنون صحافة المقاولات، ويتفق معهم على إصدار عدد من الصحيفة بمبلغ مقطوع وما عليه إلا اختيار المكان الذي سيوضع فيه اسمه كناشر ورئيس للتحرير فقط، داعيا وزارة الإعلام إلى القيام بدورها الرقابي والانتباه لكل ما يُسيء إلى مهنة الإعلام السامية "صاحبة الجلالة"، من خلال غربلة الصحف الموجودة وإعادة تقييم رؤساء تحريرها وإصلاحها وفق القاعدة التي تقول لا ضرر ولا ضرار، والعمل على الاعتناء بالكيف السمين لا بالكم الغث!!. * سقف الحرية فيما اعتبر رئيس تحرير "الثورة" أن اليمن يتميز بسقف مرتفع في التعبير عن الرأي، طالب كل مشتغل بالإعلام أن يوظف هذا السقف توظيفا سليما، بحيث لا يحول إلى ساحة للمهاترات والمزايدات باعتبار حرية الصحافة مرتبطة بمسألة الالتزام بالمسؤولية، فإذا ما اختل هذا المعيار اختلت الحرية وقيمتها ومعانيها ودلالاتها. يتفق معه في الرأي عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء، مقرا بوجود بعض التجاوزات التي يجب الانتباه لها لكي تظل في حدود النظام والقانون واحترام قيم وأخلاق المجتمع التي لا يجوز للإعلام تعديها. يخالفه الرأي رئيس تحرير "الصحوة" الذي يرى أن حرية التعبير في اليمن في تراجع مستمر، لافتاً إلى وجود عشرات الصحف أمام المحاكم في قضايا نشر ومضايقات واعتقالات للصحفيين وحجب مواقع إلكترونية. صادق ناشر من جانبه يتفق مع اليوسفي في هذه النقطة، لكنه يرى أن الوضع بمقياس دول أخرى أفضل "على الأقل لا يجري ملاحقتك كما يفعل في كثير من الدول الديكتاتورية". من جهة أخري يؤكد رئيس مجلس إدارة "الثورة" للصحافة والنشر أن واقع الصحافة اليمنية يتطور وينمو، مشيراً إلى ما كانت عليه الصحافة اليمنية في التسعينات من وجود مناخ حر للتعدد أكسبها فضاءً أرحب للانطلاق والتطور، متمنياً أن تصل الصحافة اليمنية إلى ما وصلت إليه الصحافة العربية والإقليمية والدولية. مدير مكتب "الخليج" الإماراتية من جانبه لا يتفق مع رئيس تحرير "الثورة" حول واقع الصحافة اليمنية حيث يعتبر أنها ليست بمستوى الطموح الذي كنا نطمح إليه بعد تحقيق الوحدة، لافتاً إلى أن العبرة ليست بكثرة الصحف والصحفيين بقدر ما هو المهم الارتقاء بالصحافة إلى مستوى التحديات التي نواجهها، سلطة ومعارضة. يوافقه محمد الخامري الذي يقول إن العبرة ليست بكثرة الصحف بقدر ما فيها من مهنية ورسالة إعلامية سامية تخدم الحراك السياسي القائم على الساحة، مختلفا مع علي ناجي الرعوي في أن واقع الصحافة اليمنية ينمو ويتطور، مؤكدا انه يتراجع ويتخلف برغبة رسمية عبر وزارة الإعلام التي تعمل في اتجاهين، اتجاه منح تصاريح لجهات وشخصيات غير صحفية لإغراق السوق بها، وهذا يتسبب في الإساءة إلى الصحافة بشكل عام من خلال ما يُنشر في تلك الصحف من بيع وشراء وارتزاق وتصفية حسابات سياسية وقبلية!. والاتجاه الآخر التضييق على الصحف الحقيقية الفاعلة في الساحة من خلال التحرش بها والبحث عن ثغراتها وتتبع ما ينشر فيها، وإحالتها للنيابات والمحاكم بل وتهديدها بالإيقاف. * مستقبل الصحافة من جانبه يؤكد الدكتور محمد عبد الجبار سلام أن مستقبل الصحافة في اليمن مرتبط بمستقبل الديمقراطية وتطورها ونموها، مُشدداً على ضرورة تأهيل الصحفيين تأهيلا مهنياً ليستطيعوا أن يتعاملوا مع الديمقراطية بشكلها الصحيح. لافتاً إلى ضرورة أن تكون لها قاعدة فكرية وأخلاقية وقيمية. من جهته خبير الإعلام والاتصال نشوان السميري، يتفق مع صادق ناشر في أن مستقل الصحافة في اليمن مرهون بمدى التأسيس لتقاليد مهنية وأعراف وقوانين تحترم الكلمة وتعتبرها مرآة المجتمع، وعلى المستوى العام يدعو السميري إلى ضرورة حماية التجربة الإعلامية في اليمن من خلال توفير كل شروط الانتقال إلى الطور المؤسسي لوسائل الإعلام الحالية ودعم التعددية الإعلامية على المستوى السمعي والبصري. فيما تطرق محمد الخامري رئيس تحرير صحيفة "إيلاف" إلى واقع الصحافة في الدول المجاورة، مشيراً إلى أن تغطيتها الخبرية مجردة من اعتبارات أخرى (الصحافة المستقلة). لافتاً إلى أن مهنيتها واستقلالها يتعدى التغطية للأخبار لتشمل فنونا أخرى كـ"التحقيقات والاستطلاعات" التي تعالج الهموم السياسية والاجتماعية والاقتصادية بحرفية ومهنية عالية. من جانبه رئيس تحرير "الثورة" بالرغم من تأييده لما قاله الزميل الخامري، إلا أنه يعتقد بعدم إمكانية المقارنة، معيدا السبب في ذلك أن لكل بلد خصوصيته، ولكل مؤسسة إعلامية سياساتها. صحيفة السياسية

0 comments:

Post a Comment