من الاشياء المثيرة للدهشة هو حالة القلق التى ينقلها معظم القادة العرب الى الادارة الامريكية تجاة ايران واهدافها للمنطقة العربية ، الا ان حالة القلق تلك لا يقابلها اى تصرفات حقيقية على ارض الواقع ، بل تسود حالة من اللامبالاة العربية والتى تقتصر فقط على مجرد ارسال تلك التوجسات ، بالرئيس المصرى يكتفى فقط بحالة الدعم والمعاوناة اللفظية دون وجود نشاط سياسى او استخبارى فى الاتفاق على السبل الواجب من الحد من التوعل الايرانى الذى وصل الى غزة ، بل وايضا عند انكشاف خلية حزب اللة فى مصر والدعوة الى تحريض الجيش المصرى الى الانتفاض على النظام ن لم تفعل مصر شيئا سوى ان تركت الامر للدول الغربية باسلوب الوكالة المعتاد، اما دول الخليج العربى والتى تستهدف ايرانيا بطريقة مباشرة جسدها مناورات الرسول الاعظم للحرس الثورى والجيش الايرانى فى مضيق هرمز ، بالاضافة الى شبكة التجسس الاخيرة ، لم تسعى اى من تلك الدول الى مد جسور التعاون مع الولايات المتحدة واسرائيل فى مواجهة الخطر الايرانى ، لتبقى اسرائيل هى الاكثر وعيا وادراكا لهذا الخطر ، وهذا ما عبر عنة معطم المحللون السياسيين مثل مدير الدراسات العربية الايرانية فى لندن
التكملة فى الاسفل
الدكتور علي نوري زاده مدير مركز الدراسات الايرانية العربية في لندن في حديث خاص لمحرر الشؤون الشرق اوسطية يوسي نيشر ينسب التحول في الموقف الايراني الذي تمثل في اتفاق طهران الى اسباب داخلية: "النظام الايراني يعرف جيداً ان طهران ستشهد خلال ثلاثة اسابيع الذكرى الاولى ل"انتفاضات الانتخابات" (موجة الاحتجاجات التي شهدتها طهران منذ منتصف العام الماضي على خلفية اعادة انتخاب احمدي نجاد رئيساً لايران في انتخابات مثيرة للجدل والشكوك). وقد اتخذت المعارضة الايرانية قراراً بتنظيم تظاهرات ضخمة في طهران فضلا عن دعوة العمال والموظفين للاضراب بمناسبة الذكرى الاولى لهذه الاحداث. والنظام الايراني قلق ازاء ردود فعل المجتمع الدولي اذا اقدم على قمع التظاهرات وعلى قتل الناس كما حصل العام الماضي. فلذلك يسعى النظام بالدرجة الاولى الى تحييد المجتمع الدولي ولا سيما الولايات المتحدة.
كسب الوقت
الدكتور علي نوري زاده يعتقد ان المرونة التي ابداها النظام الايراني تجاه العرض البرازيلي التركي, ليست مرونة اصبح النظام الايراني مقتنعاً بها, بل ان طهران تريد اولاً كسب المزيد من الوقت بالنظر الى ان التوجه العام لدى القيادة الايرانية هو انتاج قنبلة نووية. وتاجيل المشروع او تجميده, هكذا يلعب النظام الايراني بالوقت, فيبدو انه يعرف جيدأ كيف يتعامل مع الوقت وكيف يتعامل مع الدول الغربية. ولاول مرة ارى انه لدى الغرب وخاصة لدى الولايات المتحدة معرفة جيدة بالاسباب الخفية وراء هذه المرونة الايرانية. على هذا الاساس يطالب الغرب وخاصة الولايات المتحدة من طهران تطبيق المطالب وحسن نيتها عملياً وليس حرفياً فقط ويطالب طهران بتطبيق باقي المطالب وعدم الاكتفاء بتسليم 1200 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب الى تركيا ثم الى فرنسا, بل تجميد اعمال تخصيب اليورانيوم على الاراضي الايرانية ايضاً. ومنذ انطلاق مقترحات الوكالة الدولية للطاقة النووية في هذا السياق تمكنت طهران من انتاج اكثر من 1000 كيلوغرام من اليورانيوم. لذلك تسليم 1200 كيلوغرام من اليورانيوم الايراني ليس معناه ان طهران تخلت عن كافة الكميات المتوفرة لديها من اليورانيوم المخصب.
سؤال: هل تعتقد بان طهران بالاتفاق الاخير, نجحت في دق اسفين مرة اخرى بين واشنطن والصين مما يعيق الجهود الامريكية الرامية الى تشديد العقوبات المفروضة على طهران ؟
دكتور نوري زاده: "لا اعتقد بان الصين في نهاية المطاف قادرة على تجاهل رغبات المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة واوروبا. انظر الى روسيا مثلاً, فالرئيس الروسي ادلى بتصريحات مثيرة جداً امس حيث ابدى تشاؤمه, مما يشير الى ادراكه اللعبة الايرانية الجديدة, ولذلك اكتفى بالترحيب الحذر والمتسم ببعض التحفظات ازاء اتفاق طهران. ولا اعتقد ان الصين ايضاً قادرة على تجاهل رغبة المجتمع الدولي"

0 comments:
Post a Comment