Sunday, March 9, 2008

شهر القـــــمة وهطول سيول الغمــــــة ،،،،،،،بقلم رئيس التحرير


لن تمنح سوريا الفارسية صك الشرعية من القمة العربية تلك حقيقة مهما حاولت سوريا ان تحيك لها ثوبا من الادعاءات والتهوليات التأمرية مستعينة فى ذلك بالورقة اللبنانية تارة وبالوجدان العربى تارة وكانها تدفعنا





فى هذا العصر الشائة والمجنون ,ان لايملك اى عربى منا ,سوى ان يصبح احد اثنيين , او بالاحرى احد المسخيين ,اما ان يعرف كل الاشياء ,او لايعرف اى شىء على الاطلاق,رغم انة من الف عام او يزيد كان للعرب قادة وزعماء, وشعوب تعرف ما تريد,وفى ربوع الاندلس وفى روابى قرطبة ,صرخ الاذان اللة واكبر ,واهتزت الدنيا حيناها وضج الكون,اما الان فقد ضاقت على العرب الدنيا, وعم القنوت السياسى , وعلى الرغم من ان العربى يمتلك تركة ثرية سمحة مستمدة من طبيعتة ,الا ان الجميع يتساءل ,متى يكون هذا العربى فى حالة قنوط سياسى محض ؟ سوف اخبرهم ...عندما يرى ايمانة الاهم والفريد لدية منفصلا عن غيرة,ومتى يعلو على هذا القنوط المحض؟هذا "ما استطيع ان انبئكم بة",عندما لا يرى فرقا بين العدو والصديق ,وعندها سيقف ويعلو فوق هذا القنوط , ويصل الى الوعى السياسى.ذات مرة فى حوار مع صديق بعد تناول الغذاء ,قال لى بعدما اعتدل فى جلستة ,انة ادرك فى لمحة من لمحات التجلى , انة استيقظ من حلم وشعر انة استطاع حل جميع المشاكل العربية ,ولكنة لم يستطيع ان يتذكر الحل ,بالطبع لن اتساءل عن مدى الامانة والاخلاص والقوى العقلية لصديقى فهو سياسى محنك واستاذ جامعى ووزير سابق ,الا انة يلاحظ كثيرا هذة الايام ان العديد من السياسيين قد يكونوا مرهقين بايمان شديد بفكرة ما ,دون ان يكونوا لديهم ادنى فكرة عما هو ذلك الذى كانوا يؤمنون بة ,ولا يستطيعوا ان يتخلصوا من الشعور السيكولوجى المصاحب لايمانهم هذا, رغم عدم وجود الحد الادنى من المضمون العقلى تجاهة , ولم يكن لدية قط مثل هذا الايمان ,ولكنة مستعد ان يستشهد فى سبيلة ,وهذا ما يحدث يوميا ممن يطلقون على انفسهم العروبيين القومجيون, والمساندين للدور الايرانى السورى والذين عندما ينقلون هذا الاسناد الى الاخرين ,تكون اشبة باستحالة نقل طبيعة اللون الى شخص ولد اعمى ,ويبالغون فى مد تعميماتهم على الوضع العربى الذى وصل من وجهة نظرهم الى حالة النكبة الاستراتيجية السياسية ,والتى قد تؤدى الى احداث تغيرات مفاجئة ومثيرة ,ولم يطرح من خلالهم كيفية القدرة على الاصلاح الجذرى للتخلص من تلك النكبة ,بل ان افكارهم فى صلبها تحفز السلوك الانانى والمرتبط بالمصلحة الذاتية لكل بلد عربى على حدة - مثل سوريا وايران- وهذا ينذر دائما بانبعاث الشرور السياسية ,فاالقمم العربية منذ انشاء الجامعة العربية منذ اكثر من ستون عاما لم تكن فى تقديرى سوى كم هائل من المسرحيات الهزلية ,تتلخص فاعليتها فى جملتين "حسن الاستقبال....وكرم الضيافة "فهى اقتداء بطرز وهياكل نحتاج الكثير لكى نجعلها اكثر اثمارا ,واذ لايزال الكثيرون رغم ذلك يزعمون ان فى الامكان تاليف المزيد منها وانجازها بنفس الطريقة المصطنعة ,ومن ثم نتبين بعدها انها كانت من الاخطاء الشديدة فى تباينها واختلافها ولنفس الاسباب السالفة والمتماثلة فى الغالب والاعم ,وعندئذ يصبح مالايمكن وصفة مسألة درجة ,تجعل السياسيين يكفون عن الكلام ويلتزمون الصمت ,رغما عن ان من المفروض ان التفكير السياسى العربى قد تحول تماما وبصورة حاسمة الى قنوات اخرى مختلفة وفالسلام مثلا هو امر يتبناة العرب اليوم اكثر من وقت مضى , الا اننا نرغب فقط ,ولا نفعل ما وسعنا , فالمبادرة العربية التى تبنتها قمة بيروت لم نضع لها سقف زمنى لقبولها او رفضها ,بل انزلقت فى احجية (اقبلوها ام عدلوها ام العكس ),بل ايضا ينسج البعض نسيجا رديئا من التخمينات ان اسرائيل تريد التطبيع ,دون ان يدرك احدا ان اسرائيل ونظامها السياسى معادل متطابق للسياسة والنظام الامريكى ,بمعنى امريكا يسيطر عليها الانجيليون البروتستانت بنسبة اربعة وخمسين فى المئة من السكان ,وبنفس النسبة يسيطر الخاخامات اليهود المتشددين ,الذى عندما يحل السلام سيكون نهاية اسرائيل كدولة و كنظام سياسى , وعند التطبيع سيكون نهايتها اجتماعيا وكفكرة ,فاالذين يشيدون مخابىء قبل المساكن ,فاالتطبيع والسلام نهايتهم ,وليس لنا ان ننسى حقيقة ان كبار رجال السلام هم فى الحقيقة مقاتلين من اجل اللاعنف ,ونحن كعرب نحتاج الى السلام ,ولكن ايضا نحتاج الى صراعات فكرية جادة ,وليس استهلاكية خزعبلاتية مضحكة على الطريقة الليبية,نحتاج قيم وافكار جديدة يمكن ان نقاتل من اجلها ,كما اننا نحتاج الى العلم -الذى يفترى علية كثيرا هذة الايام -والذى لن يكون الا بعد اعترافنا بالمدى الرهيب لجهلنا ولاننا اذا تواجدنا فى هذا الزمان ,ولم نوحد انفسنا ,فهناك من سيخرجوننا منة ,وعندها ستضيع الفرصة ,ان عدم نجاحنا فى امتحان الاعتدال, ستجعلنا نقع فى كافة اشكال الخنوع ,والطلبات الامريكية الواضحة والتى يعيها الجميع دون اى تفزلك سياسى وتتلخص
تدمير حزب اللة وحركة حماس
ايقاف الصين من الاستحواذ على السودان وتدعم التغلل الامريكى فى افريقيا
دفع ايران الى الجلوس سويا مع اسرائيل واعادة مستوى العلاقة معها الى مستوى العلاقة ايام شاة ايران للاستفادة من علاقات الجوار الاقليمى فى العراق وافغانستان
تفتت سوريا وتغيير نظام الحكم فيها لانهاء دورها كحاضنة لحركات المقاومة الفلسطينة وانتقاما لاسرائيل فى حرب تموز
انهاء القضية الفلسطينية بضم غزة الى مصر والضفة الى الاردن وايجاد تسويات لا اتفاقات سلام قد تعود باى امتيازات الى الامة العربية
استمرار الحفاظ على درجة عالية من الابتزاز السياسى والخنوع للاملاءات للانظمة ذات الفاعلية فى محيطها الاقليمى وخاصة مصر والسعودية
:وعلى الرغم من دعوة العديد من المحللين السياسيين الى انة حان الوقت للعرب كى يبادروا الى سيرورة مفتوحة وحقيقية من الحوار والتعاون والتفكير ,واعادة تصميم المؤتمرات العربية ,واعادة تقديم نفسها ليس بوصفها تجمع عرقى عربى يتوجس الجميع منة خيفة مثل كل التجمعات العرقية (مؤتمرات السود-اللاتنيين-الهندوس )والتى فى اغلبها لا تستطيع الا ان تتامر لصالح عرقها ,هكذا يفهم الغرب ,وانما يجب على الجامعة العربية ان تخرج من هذا الاطار وان تعيد تقديم نفسها كتجمع اقليمى يضم كافة من فى الاقليم من دول كى يجلسوا سويا وينهضوا بايجاد حلول للمشكلات التى تعانيها المنطقة ,ويضم كافة مفرادات الصراع بعيدا عن اى من الحساسيات الدوغماطية المتوارثة والمبثوثة والتى ظللت ولفترة مديدة ,وقد حان الوقت والضرورة الملحة الى ذهنية اوروحية جديدة جذريا فى دعوتها الى مسعى جماعى لتغيير الاليات الحالية والافكار العمياء ,وان نكون اكثر قدرة على مواجهة كل اشكال الهيمنة بانفسنا دون الاعتماد على اى وسيط او مغرض ومن خلال العمل الجماعى وليس من خلال الانماط الشخصنانية المقترنة مع ذواتها ,والتى دفعنا بسببها الكثير ,والتى لا تستطيع ان تمتلك قدرات صنع ادواتها السياسية او التطور مع اى منظومة سياسية معتدلةوانا لااسوق كلامى هذا تعبيرا عن الشكوى فقط ,بل ايضا الاستياء الشديد ,ففى ظل الافكار العروبية لم يكن الانسان العربى يطيع احدا,اوان شئت فقل كان يطيع طموحاتة ونزاواتة ,فخسر ارضة واقتصادة ,وايضا بات علية الان ان يطيع اوامر لا تنبع من ذاتة ,وهى حالة منحطة مذلة ...اذن ما المخرجحتى عندما حاولنا ان نستخدم طريقة (زينون الايلى تلميذ بارمينيدس),فى ان نسلم لخصومنا بصحة ارائهم مبدئيا و ثم نفندها ونبين ما فيها من خلف وتناقض لم نستطيع,ذلك اننا تمسكنا بفكر عقيم لا عقلى, بل اعمى, ومع ذلك يقرر لنا معظم ما نفعلة,فكر لا يعرف الحرية ,ومن هنا كان مقدرا علينا ولاكثر من خمسين عاما فى قلق والم وصراع مرير مع انفسنا والاخرين,والان يوحون لنا ان مصيرنا حتما الى الهلاك ,ويجعلوننا ندور فى دورات مفزعة اشبة بلولب حلزونى صاعد ,وانحراف غريب لايسير فى خط مستقيم ,والمتفائلون منهم بعدما ضيعوا ثروات بلادهم يتحدثون على ان ذلك هو الظلام الذى يعقبة الفجر العظيم ,وانها هاوية نحن على وشك الصعود منها الى سمت اخر جديد ,وهذا هو الزهايمر السياسىان استمرار القمم العربية على ما هى علية كاطار برتوكولى مظلم محبط او فعل مجرد لا يبرز النشاطات الرعائية للقضايا العربية والاقليمية التى يتعذر اجتنابها نظرا للتنامى العدوانى والهيمنى من جهات متعددة ,وصعوبة التحرر من افكار الاستحواذ العروبى والتى تحدق بجمود فى اشكال قيمنا وادراكتنا وروح مجتماعاتنا ,تجعلنا نقنط من زماننا وننسى حلول معضلاتنا مثلما حدث لصديقى الذى نسى الحل عندما استفاق....فافيقوا




0 comments:

Post a Comment