مجلة المصداقية- الدوحة
قال ممثل مصر في قمة الدول العربية بالدوحة أن "مصر تترفع عن الصغائر إلا أنه لاينبغي أن يستعديها أحد من الاشقاء أو يعتدي عليها بالغمز واللمز " .
وألقى مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والبرلمانية المصري الكلمة نيابة عن الرئيس محمد حسني مبارك الذي تغيب عن حضور القمة، مؤكدا أنه مازالت هناك خلافات قائمة ومحصلتها مزيد من شق الصف العربي.
وقال شهاب: " مصر تبذل كعادتها قصار جهدها لرأب الصدع كي نلتقي حول ما يجمعنا ولا يفرقنا وننحاز لهويتنا العربية ولا نسمح بتدخلات غير عربية تغذي الخلاف وما اتخذناه من خطوات منذ قمة الكويت حتى اليوم ليس نهاية المطاف وأمامنا عمل كبير قد تتباين رؤانا حول دوافعه لكن محصلتنا مزيد من التشتيت والإمعان في شق الصف".
وأضاف: " أؤكد أن مصر تجاوبت مع الجهود الرامية لتجاوز بعض الخلافات واعية للتحديات التي تواجهنا مدركة لمسئوليتها ".
واستطرد : " أشير إلى بعض مرتكزات التناول المصري ، وهي أولا أن المصالحة لابد أن تتركز على المصالح والوضوح فلا مجال للمواربة فالمكاشقة هي الطريق لتجاوز الخلافات وستظل ذات طابع شكلي وهو مالا نرضاه .. ثانيا : مصر تحمل كافة التقدير لكافة الدول كبيرها وصغيرها
وتعلم انها موضع تقدير العالم العربي فإذا ارتضينا هذا فلا مجال لشطط يفتقد إلى الاحترام المتبال ".
وأضاف : " صحيح ان مصر تترفع دوما عن الصغائر ولكن لا ينبغي في المقابل ان يستعديها أحد من الأشقاء ويتقول عليها بالغمز واللمز أو يكون مسوغًا للهجوم عليها والتجاوز في حقها ".
وحذر شهاب من التدخل في شئون بلاده الداخلية وقال إن هذا يستعدي الدول ويصل إلى مرحلة التأزم والمواجهة.
وقال شهاب: " اعلامنا العربي يلعب دورًا هامًا ومن مصلحتنا أن ندعم الاعلام الواعي والمسئول ومن المهم ان يكون الاعلام على مستوى المسئولية ويلتزم بالحقائق وينأى عن تأجيج الخلافات".
وأشار إلى أن القاهرة دعت لعقد قمم مصغرة للتنسيق حتى "نتجنب خلاف عابر يتحول لخلاف وخصومة تستعصى على المعالجة".
واختتم كلمته التي ألقاها نيابة عن الرئيس المصري محمد حسني مبارك قائلا: " أؤكد ان مصر شقيقتكم الكبرى ودولة مقر الجامعة العربية تفتح ابوابها لكافة القادة العرب خاصة ما يتعلق بتحقيق مصالحة . عسى أن تحمل الفترة المقبلة ما يقربنا ويستجمع قوتنا لتنقية الأجواء كي نتحدث جميعا بصوت واحد ونعزز تضامننا كأشقاء تجمعهم وحدة الهدف والمصير".
وكان شهاب قد أقر بوجود خلافات في وجهات النظر بين مصر وقطر حيال بعض القضايا، لكنه قال لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية التي تصدر من لندن اليوم الاثنين إن بلاده حريصة على إزالة هذه الخلافات أولا بأول، في أجواء حقيقية من المصارحة والمكاشفة. لكنه اضاف: "لا نريد مصالحة شكلية، ليست مصافحة على طريقة شيك هاند".
وقال إن: "التوافق ليس معناه أن الناس تلتقي وتتصافح، إنما معناه أن تجلس في حوار معمق، كل يعرض وجهة نظره في مختلف القضايا وبروح الإخوة يتحاورون، وكل يقول وجهة نظره وعتابه على الآخر وتصرفاته، وبعد هذا، من خلال المصارحة والمكاشفة وتقييم المواقف، نعطى توافقا على ما يجب أن تكون عليه علاقاتنا الثنائية والجماعية بالنسبة للمستقبل، ونتوج هذا الحوار بما يمكن أن نسميه مصالحة" .
وذكرت مصادر فلسطينية أن مصادر مصرية عزت غياب الرئيس المصري إلى "عتب مصر على قطر لصمتها إزاء ما اعتبرته الأولى حملة تحريض وإساءة متعمّدة قادتها قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية ضد جملة من سياسات مصر الإقليمية، وخصوصاً خلال الحرب الإسرائيلية الأولى على لبنان صيف عام 2006، والثانية على قطاع غزة نهاية العام الماضي".
ولفتت المصادر إلى أن لدى القاهرة "عتابا مريرا على أمير قطر حمد بن خليفة، لسماحه لوزير خارجيته حمد بن جاسم بمحاولة الدخول على خط صفقة تبادل الأسرى التي تسعى مصر لإبرامها". وأشارت المصادر إلى أن "مصر حصلت على معلومات فرنسية وفلسطينية مفادها أن المسئول القطري سعى إلى دفع مبالغ مالية غير محددة لإقناع آسري (الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد) شاليط بتسليمه إلى قطر بدلاً من مصر".
وسلسلة من المواقف اعتبرتها هذه المصادر بمثابة "محاولة غير موفّقة للتأثير في الدور المصري رغم تنبيهات مصرية".
إضافة إلى هذه التعقيدات، يأتي الملف الإيراني، إذ أوضحت المصادر أن "مصر التي تحذّر من التدخل الإيراني في الشئون العربية، وترفض أن تُستخدم قطر أو غيرها من الدول العربية بوابة لهذا التدخّل". ولفتت إلى أن مبارك، الذي سارع إلى زيارة العاصمة البحرينية، المنامة، لدعمها في مواجهة إيران، "مستاء من تجاهل قطر لحقيقة المخططات الإيرانية وإصرارها في المقابل على أداء دور أكبر من حجمها السياسي والجغرافي".
Monday, March 30, 2009
مبارك للفمة ،،،،التسامح لا يعنى المصالحة
مجلة المصداقية السياسية
on 6:21 PM
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment