بقلم احمد قرة - رئيس التحرير
دائما ما تخضع المناصب الدولية المصوت عليها من قبل الدول الى مجموعة من الاشتراطات تقع فى اطار الارادة والتفكير الدولى السائد للمجتمع الدولى والذى يختلف احيانا عن الدوجماطيقية السائدة لدى مجموعات او دول معينة، ويكون لزاما على المرشح للمنصب الدولى ان يثبت مدى جدارتة وتاكيدة على تلك الالتزامات الدولية وعدم تعارضة معها من ناحية الفكر او الايد يولوجية ، بما يجعل منصبة منصة لتوجية الاتهامات لجهة معينة تتوافق خلفها الارادة الدولية على الرغم من تعارضها مع ارادات لمجموعة اخرى من الدول،ولعل تلك هى الاشكالية التى يواجهها السيد فاروق حسنى المتقدم للترشح لمنصب مدير اليونيسكو،برفض اسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة دعم ترشيحة، فالكثيرين يجدون كثيرا من المنطق فى الدعاوى التى تسوقها اسرائيل فى اسباب الرفض ، ليس فقط مسألة التطبيع وغيرها من الامور المتدوالة ،فالامر اكبر من ذلك واعمق ، فاسرائيل وعلى مدى سنوات عديدة تقوم باكبر حملة تشوية وتزيف للتراث الانسانى والثقافة البشرية فى مدينة القدس ، انفقت فى ذلك مليارات من الدولارات وتعاونت مع كافة المؤسسات الثقافية الدولية فى دعمها فى التاكيد على حقائق مغلوطة لما يعرف بارض المعياد وارض اسرائيل التاريخية وتغيير الطبيعية الطبوغرافية تمهيدا لهدم المسجد الاقصى الذى اصبحت اساساتة الان وبفعل الانفاق على وسادة من الهواء،فوجود شخص ينتمى الى تلك المنطقة ويعى جيدا اثار تلك الافعال وتداعياتها فى منصب مديرا لليونيسكو هو ضد مصالح اسرائيل،وقد تعلمت اسرائيل الدرس جيدا منذ مذبحة قانا حين كان بطر س عالى امين عام للامم المتحدة ،ايضا الاعتراض الاخر الذى تثيرة اسرائيل دوليا ان فاروق حسنى ليس بالشخصية الدولية وانما هو شخصية حكومية من دول العالم الثالث المكرس لثقافة ضد ثقافة العالم الحر وحقوق انسان ظل وزيرا لاكثر من عشرين عاما مخالفا بذلك ابسط ايات ومنطق التفكير ، بل حتى حين حاول ان يسوق لنفسة بشعار نحو عالم تسودة المصالحة لم يقنع احد بهذا التوجة الذى كان لدية الفرصة لاثباتة وهو وزيرا وفى ظل مبادرة السلام ، وايضا دمج بين ذاتيتة الشخصية والدولة التى يترشح بأسمها حتى لا يفقد منصبة الوزارى فى حالة لم يوفق فى الحصول على المنصب
واعتمد فى فى رئاسة حملتة الدولية على شخصيات عليها الكثير من علامات الاستفهام-مثل بطرس غالى - ولم تكن سوى ادوات موظفة لاهداف دولية معينة فى فترة محددة وليس شخصيات لديها مصداقية عالية مثل ماندلا،او جيسى جاكسون او ويل سميث او غيرهم من الشخصيات وبالتالى فان اعترافة الاخير بالهلوكست وغيرها من الامور لا يعد سوى نوع من التملق الذى مر اوانة
ان من وجهة نظرى ان كل ماتسوقة اسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة كلة مردود علية ويمكن تفنيدة
ولكن المشكلة الحقيقة تكمن فى هذا السجن الذهنى المكبل للحركة فى مواجهة تلك الدعوات ،المعيق لتفتيتها الا هو حتمية الذهاب الى اسرائيل ومناقشتها فى اسباب عدم دعمها للمنصب والاعلان صراحة للعالم ان التابوة العربى فى التعامل مع اسرائيل ليس من خصائص المرشح للمنصب الدولى وان التحجج بانة عند الحصول على المنصب سيتغير الوضع هذا ما يسىء لاى شخصية من المفروض ان لديها ثوابت وقيم ثابتة
Saturday, April 4, 2009
حتمية زيارة فاروق حسنى لاسرائيل لمنصب اليونيسكو
مجلة المصداقية السياسية
on 6:22 PM
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment